الأحد، 2 نوفمبر 2014

on Leave a Comment

صباح الحرف (الهلال والنفط)


محمد اليامي - لم تكن كلمة «حظ أوفر» يوماً ما صادقة ودقيقة بالقدر الذي كانت عليه ليل أول من أمس، نقولها ويقولها الإعلام للهلال، لأنه لم يكن ينقصه شيء سوى الحظ، فعل كل شيء هنا، كما فعله هناك، كانت مباراة استطاع فيها حارس الهلال وبعض مدافعيه، أن يتحدثوا إلى الجمهور في «واتساب» من قلة وصول الكرة إلى منطقتهم، لكنها الأقدار وكرة القدم، وحَكمٌ - أظن بحدس غير المحترف الضليع - أنه لم يكن جريئاً ومنصفاً، لكن إجمالاً، متى كانت الحياة منصفة؟

تفعل كل شيء ويخطفها غيرك، غيرك «المحظوظ»، حال الهلال هي حال كثير من الناس، في أماكن عملهم، وربما في دراستهم، وفي الشارع، وفي قصص الغرام، وداخل قصور الأفراح، وقاعات التدريب، وكل مكان تمارس فيه المعيشة وأسبابها، المعيشة التي قد تصبح «حياة» حقيقية لدى البعض.

تفعل كل شيء وتخسر، أنت «اللا محظوظ»، أو «المنحوس» في عرفك وقاموسك اللغوي، وتلهبك الجماهير في الدنيا من حولك، محبة أو بغضاً، مثلما كانت دموع الهلاليين، وضحكات وابتسامات النصراويين ومن يدور في فلكهم التشجيعي في المدرجات وخلف الشاشات.

قصص كثيرة يكتبها النهائي الآسيوي، تبدأ من التدريب والتهيئة، ولا تنتهي حتى عند المقدس والمعتقد به في الذهنية العامة، إذ حضر الدين قوياً هذه المرة مع هذه المباراة، حضر كما يستحضر دوماً في الأزمات وضيق النفس الذي لا يُعرف له سبب، أو هكذا يتوقعون، وعندما تحيط بك الهموم (مسؤولية الفوز الكروي)، ويحيط بك الخصوم (كثير من جمهور النصر وبعض جماهير الأندية الأخرى) يرومون خسارتك التي لا تضيف إليهم شيئاً، لكنها تجعلهم يتناسون أنك في موقع المميز عنهم.

حضر الدين بقوة إلى درجة التمييز اللا إنساني، ووصف الأصدقاء الأستراليين بأنهم «كافرين» على رغم أن معظمهم من أهل الكتاب، ولهم دين يقرون فيه بوجود الله، ودخلت كثير من الرؤى، وكثير من الدعاة على خط الشهرة الناري بالاقتراب من الفريق الأكثر شعبية في المملكة، وحدثه الآسيوي الذي بات كجروح التنمية لدينا، نستحق مشاريع أفضل، وتنفيذيين أكثر إخلاصاً، وتنفق حكومتنا، ويروم ولي أمرنا، ولا نحصل على مشاريعنا وخطط تطويرنا كما يجب.

جمهور الهلال يطالب فريقه بأن يكون «عصا موسى» تحقق لهم كل شيء، كما يتوقع غالب الشعب من النفط وأرقام الموازنة، لكن في الحالين هناك صعوبة في تحديد «قميص يوسف» الذي يجب أن نعلق عليه خسارة البطولة الآسيوية عاماً بعد آخر، رغم استحقاق الهلال لها كمستوى، وهناك صعوبة في معرفة سر تعثرنا وعجزنا في كثير من المشاريع، وتعثرنا في الخروج من عباءة النفط في اقتصادنا وتفكيرنا وممارستنا التنموية، كما عجز بعض الهلاليين من الخروج «نفسياً» من عباءة خاطها خصمه وأسماها «العالمية»، فصدق الهلال وصدق بعض جمهوره، لكن الواقع أن العالمية بريق زائف كروياً، كما هي صورة بعض أدائنا محلياً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق