ماجد الشيباني - في أواخر القرن الماضي وتحديدا في العام 1963م تسيد نادي بنفيكا البرتغالي القارة العجوز على الصعيد البطولي بلقبين للتشامبينزلج، فضلا عن بطولتي دوري محلي حققهما المارد الاحمر آنذاك.
هذه السيادة والهيمنة لبنفيكا لم تكن لتتم لولا أن كان لديه مدرب عبقري يدعى جوتمان.
جوتمان بعد أن أحرز لقبين أوروبيين كانا من أمام برشلونة، وريال مدريد على التوالي طالب ادارة النادي البرتغالي برفع أجره، فاذا به يفاجأ بالغاء عقده والاستغناء عن خدماته!
لم يكن أمام الرجل المجري (جوتمان) إطلاق عبارته الشهيرة : (ستظلون 100 عام دون ألقاب أوروبية يا بنفيكا).
ومن حينها حتى اليوم لعب بنفيكا 8 نهائيات أوروبية وخسرها جميعا مع العلم بأنه حقق 22 بطولة دوري، إلا انه مازال يطارده كابوس جوتمان أوروبيا وكأن لعنة الرجل المجري تأبى أن تنفك قبل أن تكمل المائة العام بين أسوار هذا النادي!
وعلى غرار جوتمان وبنفيكا رأينا العام الماضي لعنة مشابهة كان طرفاها (سامي ، وشرفيي الهلال ) مع فارق التشبيه بين الاحداث والمكان والزمان.
هذا السامي بغض النظر عما قدمه مع فريقه العام الماضي محليا كان قاب قوسين أو أدنى من فك شفرة آسيا المستعصية، كيف لا وهو من سبق له حمل كأس هذه البطولة كلاعب وهو الأدرى بخباياها.
سامي لم يطلب زيادة في مرتبه كما هو الحال مع جوتمان، سامي ايضا لم يكن ليقول عبارة كتلك التي أطلقها جوتمان لكن عينيه كانتا تهمسان بوضوح، لسان حال محبي الهلال وسامي كان يقول ذلك ايضا.
تغريدات سامي التي أطلقها عبر حسابه في تويتر صباح المباراة التي كان يطالب فيها جمهور ناديه بالوقوف مع الفريق - أيا كانت النتيجة - لعلها ترجمت شعورا داخليا يؤمن فيه بأن لعنته قد تصيب الفريق، خوفه على معنويات فريقه وحرصه على تحقيق اللقب قاداه لاخفاء ذلك الشعور.
على كل حال، وبعد ما شاهدت من السيطرة على مجريات اللقاءين ووجود 15 فرصة محققة والفشل في ترجمة إحداها لا يوجد لدي تفسير لهذا النهائي سوى أنها ( لعنة سامي ) هي وحدها التي انتزعت الكأس من الرياض وطارت بها الى سيدني.
أخيرا أقول: إن جوتمان رحل ولم يعد هناك مجال لاصلاح ما أفسدته ادارة بنفيكا، لكن في المقابل سامي باق وقد يصلح شرفيو الهلال ما أفسدوه، لكن شيئا من ذلك لن يحدث قبل أن يمنح ريجيكامب فرصته كاملة.
فواصل :
رغم خسارة الهلال النهائي القاري وفقدانه 5 نقاط في الدوري المحلي، إلا أن ما يقدمه ريجي مع الفريق مقبول حتى اللحظة. هذا الروماني لديه ما يقدمه للهلال بشرط تلافي أخطائه التي وقع فيها في المباريات الاخيرة بسبب بعض القناعات التي أثبتت الايام عدم صحتها.
طالبت قبل بداية الموسم من خلال أكثر من مقال بضرورة انتداب مهاجم أجنبي بدلا من الراحل «كاستيلو» فاذا بادارة الهلال تنصاع لرغبة ريجي بجلب مواطنه المحوري الدولي ميهاي بينتيلي دون أن تناقشه فيها أو حتى تستقطب مهاجما رابعا محليا كأضعف الايمان.
بالتأكيد بينتيلي لاعب جيد، وقد يكون الافضل في لقائي ويسترن، لكن حاجة الهلال لمهاجم أجنبي كانت أكبر من حاجته لمحور بدليل عدم نجاح الفريق في هز الشباك بعد سيل الهجمات التي أوجدها في لقائي ويسترن.
لاعبون مثل: ( ياسر ، الشلهوب ، الغنام ، عزيز الدوسري ) لم يعودوا قادرين على تقديم الاضافة للفريق. الكل يكن لهم الاحترام والتقدير على ما قدموه للهلال في فترات سابقة، لكن لا يمكن - بأي حال من الاحوال - أن تحوي دكة بدلاء الهلال هذا الكم الكبير من لاعبين انتهوا كرويا.
دكة البدلاء يجب ان يتم تعزيزها بلاعبين يستطيعون تقديم الاضافة للفريق سواء بتفعيل القوة الشرائية أو بمنح شبان مثل: ( عطيف، الكعبي، العمار ) الفرصة التي - بلا شك - هم جديرون بها.
جمهور حكيم كجمهور الهلال يعرف تماما الدور المنوط به في هذه الفترة، لكن ذلك لا يمنع من تقديم التوصية لمدرج أجزم بأنه سيعيد فريقه للطريق الصحيح وسيفرح برفقته ببطولة أو اثنتين في هذا الموسم الشاق والطويل الذي لم نصل لنصفه بعد.
فترة توقف مهمة ستساعد على إعادة ترتيب الأوراق، وحمل كبير ملقى على عاتق الجماهير التي يجب ان تتنقل خلف فريقها باستمرار حتى تطمئن بعودته لعنفوانه المعهود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق