بغض النظر عن الأفضلية الكاملة التي أظهرها الهلال في مجموع مباراتي النهائي ذهاباً وإياباً على فريق ويسترن سيدني الاسترالي والتي اعترف بها حتى الاستراليون أنفسهم وإعلامهم وما صاحبها من أخطاء تحكيمية هي جزء من اللعبة في نهاية الأمر مهما كانت فداحتها ولن تعيد الكأس لمن يستحقها حتى لو تم الاعتراف بها من قبل الحكم نفسه، إلا أننا يجب أن نركز على الأخطاء التي ارتُكبت من المدرب واللاعبين في المباراتين لندرك أنهما يتحملان الجزء الأكبر من ضياع لقب كان قريباً جداً وربما لن يتكرر في النسخ المقبلة.
في مباراة الذهاب التي أقيمت في أستراليا وخسرها الهلال كان الفريق يعاني من عدم التناغم بين وسطه وهجومه وانخفاض واضح في مستويات مفاصل الفريق التي كانت المفاتيح الرئيسية في أي فوز هلالي سابق سواء أمام السد القطري وبعده العين الإماراتي أو حتى في "دوري عبداللطيف جميل" وأعني بذلك تحديداً "دينمو" الفريق البرازيلي نيفيز والذي كان سبباً في تعطيل بعض المحركات الأخرى التي لا تظهر بشكلها الطبيعي حينما لا يعمل بشكل جيد، غاب نيفيز وغاب سالم الدوسري وناصر الشمراني وسلمان الفرج ولم تحسم النتيجة.
احتفالية بعض الهلاليين ويقينهم بحسم اللقب بناءً على معطيات مباراة الذهاب ادخل في نفوس بعض اللاعبين الثقة والنظر إلى الخصم بأنه سيكون صيدا سهلا وظهروا باهتين خلال مجريات المباراة وكان ذلك من أهم العوامل التي أدت إلى خسارة اللقب بغض النظر عن أي ظروف أخرى صاحبت المباراة، ففريق سدني صحيح انه فريق لا يخيف هجوميا ولا يعرف طريق مرمى الخصم جيدا ولكنه يلعب حسب إمكاناته مستندا على حارس مرمى متكامل وقائد خلف كل اللاعبين.
لا نغفل خطأ مدرب الهلال ريجي في قراءة الخصم جيداً ففي الوقت الذي عرف ضعف فريق سدني هجومياً وقوته دفاعاً وحارساً في مباراة الذهاب كان يجب عليه أن يستغني عن أحد المحاور الدفاعية والزج بمهاجم آخر بجانب ناصر الشمراني من بداية المباراة والإيعاز للقادمين من الخلف بالتسديد المتواصل من خارج المنطقة لفك التكتل الاسترالي ولكنه لم يفطن لها إلا مع نهاية المباراة فظهر الفريق بشكل مختلف وهدد المرمى الاسترالي بفرص أكثر جرأة ولكن بعد فوات الأوان!
في نهاية الأمر خسارة الهلال لهذه البطولة التي كان الأحق بها عطفا على المستويات التي قدمها خلال البطولة بالكامل والوصول إلى النهائي ليقابل فريقا اقل منه عدّة وعتادا، وضياع البطولة منه بهذه الطريقة الغريبة يجب أن لا تحبطه وكل ممثلينا الأهلي والنصر والشباب في النسخة القادمة لاستعادتها من جديد لأن عودتها تعني عودة الكرة السعودية على المستوى القاري.
0 التعليقات:
إرسال تعليق