الأكيد أن كرة القدم هي لعبة تعتمد على النفس الطويل والمنتظم حتى في البطولات ذات النفس القصير.
والأكيد أن بطولات الدوري لم ولن تأتي لفرق تُضيع النقاط هنا وهناك لهذا يجب اعتبار كل مواجهة بأنها هي التي ستحدد مصير اللقب.
والأكيد أنه في البطولات القارية يتم التركيز أولاً على المرحلة التي تجد نفسك فيها فإن كنتَ في مباراة بلي أوف لدخول دوري المجموعات عليك التعامل مع المباراتين كمباريات كؤوس لا جدال ولا نقاش في الأمر وفي دور المجموعات يتم التركيز على الخروج بأقل الأضرار خارج الديار وحصد النقاط داخلها وأحياناً الخسارة قد لا تقصم ظهرك وإن حدثت وفي الأدوار الإقصائية، فالمكتوب «باين» من عنوانه.. لا مجال للخطأ، وهو ما حدث مثلاً في مباراة الهلال والعين في الرياض.. فأخطاء دفاعية عيناوية أنهت المباراة وحسمت هوية صاحب بطاقة النهائي في أقل من عشر دقائق وبات التعويض صعباً.
حتى هذه المرحة يكون كل التفكير في المباراة نفسها بغض النظر عمّا يحدث في شرق آسيا ومن يتقاتل مع من؛ للوصول إلى النهائي وسبق أن كتبت قبل شهرين وتحديداً يوم 28 آب (أغسطس) محذراً من ابن السنتين فريق ويستيرن سيدني الأسترالي وقلت وقتها بالحرف:
«حتى أكون أميناً في كلامي فقد كنت أتوقع مواجهة عربية مع بطل النسخة السابقة جوانزهو إيفرغراندي الصيني الذي أعتبره أحد أفضل الفرق في القارة من دون منازع، ولكنه سقط أمام منافسه الأسترالي، وكلنا نعرف أن الأندية الأسترالية لم تشكل أية قوة تذكر في بطولة دوري أبطال آسيا على العكس من البطولة الأهم، وهي بطولة الأمم، ولكن هذا الفريق رغم حداثة عهده فهو تأسس عام 2012 فقط ولعب أول مباراة تنافسية له في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2012 فأذهل الجميع وحل وصيفاً في الدوري وراء بريزبين رور بفارق عشر نقاط وها هو ينافس في آسيا لهذا فقد يكون هذا الفريق هو الخطر الداهم على الزعيمين العربييَن. ولكن إحساسي يقول إن الفائز من لقائهما سيكون بطلاً للقارة (أقول إحساس)».
وفعلاً صدق توقعي وتأهل الفريق الإسترالي للنهائي وبات كل التفكير الآن محصوراً فيه، ولعل أصدق وصف عنه كان لرئيس الهلال نفسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد عندما قال: «دمه ثقيل» وهو فعلاً كذلك.
ولكل من حسموا المواجهة وتوجوا الهلال قبل مباراتي النهائي أقول: «لا تقول فول حتى يصير بالمكيول» وعمّكم غوغل يتكفل بشرح المعاني.
كلمة أخيرة:
كل عام وأنتم بصحة وعافية وأمن وأمان ومتجمعين أهلاً؛ لأنه لن يعرف معنى الأمن والأمان والأهل سوى من حرمته الظروف منها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق