د. محمد باجنيد - أحاول أن أبعد كرة القدم عن السياسة.. ولا حرج هنا لأنها ليست عقيدة.. (دين) يأخذك إلى لونه وشعاره لتمارس طقوساً من (الولاء والبراء).
هذا زمن الانكسار.. حسبنا الله .. أمة رخوة يبحث جل أهلها عن انتصارات لشعارات ملونة تدفعهم إلى تقديم الغالي والنفيس بل و(التدليس) من أجل فوز الفريق أو خسارة المنافس؛ حتى ولو كان هذا المنافس (منك وفيك).. تشطح لتقرب (البعيد).
ما هذا.. يشجعون (سيدني) ليفوز على الهلال؟.. (برة وبعيد).. أرددها كما كانت تفعل (أمي) كلما توجست من اقتراب سوء أو حلول شر.. وفوز (سيدني) الأسترالي على الهلال السعودي يأتي في هذا الإطار، وإن كان الكارهون للون (الأزرق) يرون فيه خيراً، وآخرون يرونه (شراً) ولكن (لا بد منه).. يظنون في ذلك (موضوعية) لأن الانتصار إنجاز يضاف إلى رصيد هذا المنافس العاشق للبطولات.
أما صاحبكم الذي ينتمي لـ (قبيلة الكرة) ويشجع (اللعب النظيف) ولديه ـ وبكل فخر قدر كبير من الروح الرياضية ـ فيرى أن (الطاسة) ضائعة وقد غيبت الموضوعية ولم يعد هناك غير (الغوغائية) تبثها (الكراهية) التي تحولت من (مزحة) إلى (ردحة) قبل أن تصبح (صرعة) على طريقة أخينا (الحميداني) نائب رئيس الهلال الذي لم يكن تصرفه سوى ردة فعل (نكرة) في السياق الأخلاقي المكشوف، وليست (نكرة) في حضورها الخفي الذي بات مطلوباً على الهواء ولكن بأساليب (ملتوية).. ودققوا في عبارات ضيوف البرامج الرياضية لتُدخلوا كثيرين في قائمة (المطلوبين) المستحقين للعقوبة.
هذا ليس وقتاً مناسباً للتأنيب فضلاً عن التجريم.. لن أغير موقفي لتصرف واحد أو اثنين أو ألف من ملايين حتى ولو كان بينهم (نائب رئيس الهلال).. أنا اليوم جملة وتفصيلاً.. قلباً وقالباً مع (الهلال) الذي أنصفناه محلياً فكيف بنا اليوم نتمنى خسارته دولياً.. كل من يقفون اليوم في وجه الزعيم تحولوا إلى (مخبرين) يقرؤون الصحيفة بالمقلوب.
تعجبت كثيراً ـ حين كنت في (جلاسكو) ـ من أنصار (رينجرز) حين فرحوا لهزيمة جارهم (سيلتك).. فرحوا لهزيمته حتى وهو يلعب أمام فريق أجنبي هو (بورتو) الفرنسي في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (2003).. قلت وقتها: مصيبة لو وصل بنا التنافس الرياضي إلى مراحل الكراهية المتبادلة، وها نحن نصل إليها سريعاً ونعدها أمراً عادياً، والبركة ليست في الجماهير وإنما في الإعلاميين (المتعصبين).. لقد أشعلوا (الفتنة) في (لعبة) يحبها الملايين حتى بات الهدف يصفع ويجرح ويدمر بل ويقتل.. (يا ربااااه.. هل ينتمي هؤلاء لقبيلة الكرة يا (فارس عوض).. أم أنهم دخلاء؟.. يعطون الملعب ظهورهم ويشجعون الأسترالي بدهاء أو بـ (بغباء).. إلى اللقاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق