قلت في مقال الأمس أن الهلال لايحتاج لتغييرات فنية على الصعيد التكتيكي والعناصر كي يعود أمام سيدني في الرياض وينتزع الذهب الآسيوي الغائب طويلاً عن خزائنه العامرة، فالهلال في ملعب (باراماتا) وصل إلى مرمى (انتي كوفيتش) وكان قريباً جداً من هز شباكه لولا استعجال لاعبي الهلال وتألق الحارس الأسترالي العملاق، وقلت أن الهلال يحتاج فقط إلى تهيئة نفسية فائقة تجعل اللاعبين أكثر تركيزاً أمام المرمى، وأكثر قدرة على ترجمة الفرص الكثيرة إلى أهداف.
سيعود الهلال بإذن الله في الإياب إذا ماواصل لاعبو الهلال ومدربهم احترام الخصم وصموا آذانهم عن كل الأحاديث (البريئة) منها و(الخبيثة) التي تتحدث عن تواضع مستوى الخصم وسهولة تجاوزه في درة الملاعب، وعن كل طرحٍ راح يؤكد أن تتويج الهلال بالكأس الآسيوية مسألة وقت.
سيعود الهلال بإذن الله في درة الملاعب ويتوشح الذهب الأصفر إذا ما علم لاعبوه ومدربهم أن التقدم بهدف يجعلهم فقط في منطقة (الصفر)، وأن التقدم بهدفين نتيجة خطيرة، والاطمئنان لهذه النتيجة والركون لها والفتور بعدها قد يكلف الكثير، ويجعل السقوط إذا ماحدث (لا سمح الله) أكثر قسوة وألماً، وأن التقدم بثلاثية نظيفة هو أول خطوة في الطريق الآمن إلى الذهب.
سيعود الهلال بإذن الله لزعامة أكبر القارات إذا ما استطاع لاعبوه ومدربهم التعامل بتوازن وحذر مع الـ90 دقيقة، وإذا ما أعطوا الـ90 دقيقة حقها دون إفراط ولا تفريط، ودون استعجال ورعونة، وفي الوقت نفسه دون برود ولا مبالاة.
وسيعود الهلال بإذن الله ويتوج بذهب القارة الصفراء في درة الملاعب إذا ما تيقن لاعبوه أن مثل هذه الفرصة التاريخية لا تسنح للمرء كل مرة، وأن مثلها إن ضاع قد لا يعود قبل سنوات.
وسيعود الهلال بإذن الله إذا ما علم لاعبوه أن آمال الملايين من جماهيره كباراً وصغاراً ملقاة على كاهلهم، وأن الهلال بالنسبة لهؤلاء أصبح أكثر من مجرد رياضة وكرة قدم، وصار له حيز كبير في مساحة اهتماماتهم، ودور كبير في صناعة أفراحهم وأحزانهم، وأن دموع الآلاف والآلاف من الأطفال وأفراحهم صارت مرتبطة بهذا الأزرق الفاتن، وهي اليوم مرتبطة بـ90 دقيقة يتسيد بها الزعيم القارة مجدداً، ويلجم بعدها المتربص والشامت والحاقد، وسيعود الهلال بإذن الله إذا ماتيقن لاعبوه أن الهلال في تلك الدقائق التاريخية سـ .. يكون أو لا يكون !!
0 التعليقات:
إرسال تعليق