ناصر الجديع - غداً يستيقظ الهلاليون لا ليبدؤوا يوماً جديدا، بل ليبحثوا عن مجدٍ جديد، ولا متطلعين لروعة إشراقة شمس الصباح، بل طامعين بسحر مشهد اكتمال الهلال بدراً في مساء النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وفي صباح شرقها الأوسط وعز ظهيرته، حالة إعجاز جغرافي، وإنجاز تاريخي، يترقبها الهلاليون في ضحوية السبت وبعض من ظهيرته التي قد تصل فيها درجات البرودة عند الهلاليين إلى أقصاها، رغم أن الشتاء لم يشرع أبوابه بعد.
غداً يواجه الهلال خصماً (غامضاً) في الملعب، دخيلاً على كرة القدم الآسيوية، جاء (يطل وغلب الكل)، إلا الهلال، ليس بعد، ليس الآن، ليس غداً، ولا بعد أسبوع على الأقل، الهلال أسد جريح يبحث عن استعادة عرشه وسيادته على القارة الصفراء، جائع للذهب الآسيوي الخالص، متعطش للعرش الآسيوي الذي ترجل عنه منذ 13 سنة، وهاهو اليوم على أعتابه، واقفاً على بابه، معه كل قلوب عشاقه وأحبابه.
لامزيد من الأحاديث الفنية، رفعت الأقلام، وطويت الصحف، وآن للمحللين وفلاسفة التكتيك والتكنيك أن يصوموا عن الكلام المباح، الكرة اليوم في ملعب 11 رجلاً في الملعب، 11 رجلاً يجب ويفترض وينبغي عليهم أن يعلموا جيداً قبل أن يخطوا أول خطواتهم على المستطيل الأخضر أي فرحة يُنتظر أن تُولد على أيديهم بإذن الله، وأي أمل قد يخيب وتركله أرجلهم لا سمح الله.
الهلاليون يترقبون ويأملون أن يشاهدوا في ملعب (باراماتا) 11 زعيماً على قلب زعيم، و 11 شقردياً (يشقردون) الكناغر الأسترالية، ويمنون النفس بمشاهدة حوتٍ أزرق يفتك بقسوة بكناغر سيدني، وزعيمٍ يضرب بقوة في الأراضي الأسترالية، ويجعل فكرة ترك لاعبي سيدني ويسترن لكرة القدم بعد هذا النهائي والعودة للاستمتاع بلعب (الرجبي) فكرة مطروحة ومغرية.
لا أعتقد أن إدارة الهلال ستحتاج لبذل أي جهدٍ في تحفيز اللاعبين وتهيئتهم لهذا المعترك التاريخي، فهم لاعبون محترفون ويعلمون أنهم أمام فرصة ذهبية لتسجيل أسمائهم بمدادٍ من ذهب في تاريخ كرة القدم الآسيوية، فرصة لاتقبل أنصاف الحلول، ولا تحتمل التعويض، نتيجتها 1+1= 2، والنتيجة هنا تعني أن تلعب في 13 ديسمبر المقبل أمام كروز أوزيل المكسيكي في بداية مشوارك في مونديال الأندية وأن تبحث عن تجاوزه لمواجهة ريال مدريد الأسباني في نصف النهائي، أو أن تلعب (لاسمح الله) في اليوم نفسه أمام النصر في دوري جميل، وشتان بين الاحتمالين مع كامل الاحترام للجميع.
المعادلة الصعبة التي يحتاج لاعبو الهلال لاستيعابها جيداً هي أن يتعاملوا بحزم وحسم إذا ما أتيحت لهم فرصة السيطرة على اللقاء والوصول لشباك سيدني، كما يجب عليهم في الوقت نفسه ألا يخسروا كل شيء في سيدني إذا لم تلعب ظروف اللقاء لصالحهم، وأن يسعوا بكل قتالية ومسؤولية على أن يجعلوا مهمة الحسم في الرياض أسهل، وبالتوفيق للزعيم، ويابعدهم يالهلال.
0 التعليقات:
إرسال تعليق