الخميس، 9 أكتوبر 2014

on Leave a Comment

اتحاديّون يستثمرون في الهلال!



فيصل العبدالكريم - عام 2006 دخلت الأندية السعودية عهداً جديداً مع الاستثمار الرياضي.. كانت بداية خجولة بتوقيع عقود «رعاية» مع شركات الاتصالات، وبمبالغ ضئيلة لكنها كانت مثمرة.


بعد مرور أقل من عام كتبت مقالة أنتقد فيها جهل الأندية بتوقيعها تلك العقود ولفترات طويلة وصلت إلى خمسة أعوام، فليس من المنطقي أن توقع الأندية على تلك العقود وتحرم نفسها بإرادتها من مجهول يحمل الخير الكثير، في غياب أرضية أو خلفية سابقة تحمي الأندية وحقوقها من تجربة جيدة، لكن لم تكن بالحسبان، فطوقت الأندية نفسها بحديد صلب مدة خمسة أعوام!

بعد تلك المقالة بأربعة أشهر فسخ نادي الهلال عقده الذي كان يبلغ 4 ملايين أو تزيد قليلاً، مع شركة الاتصالات السعودية، لينتقل إلى شركة «موبايلي» بـ10 أضعاف ذلك المبلغ!


إذن كان معي حق وأنا أقول ذلك.. ودخلت بعدها الأندية في زمن جيد.. وأصبح هناك «تسعيرة» معروفة للأندية.. عادت بالنفع عليها، وكذلك على الشركات التي كان كسبها المستهلكين أمراً في غاية الأهمية، وكان أفضل تصميم لبرامج الولاء من طريق مشجعي تلك الأندية.


وخبا الاستثمار الرياضي فترة.. ثم عاد بقوة وبوهج شديد خلال الموسمين الأخيرين.. ولأن رأس المال جبان يبحث عن الفرص الآمنة، لم يجد تلك الفرص بعد هبوط مستوى المنتخبات السعودية والأندية والرياضة السعودية بشكل عام، وعندما عادت الإثارة في الموسم الماضي وعادت الجماهير، وخصوصاً جماهير نادي النصر، عادت الشركات تجري بحثاً عن الفرص. ولو فكرنا بمعادلات الشركات سنجدها بسيطة للغاية، «موبايلي» رأت في عودة النصر فرصة، ولكن لم تنسَ شريكها الأول الهلال، فوقّعت مع الأول وجددت مع الثاني، والهلال بدوره وقّع عقوداً أخرى عدة، على رغم أنه خرج من الموسم خالي الوفاض.. أليس ذلك غريباً؟! ألم يكن من الطبيعي أن تذهب العقود لنادي النصر العائد إلى البطولات وإلى جمهوره؟

الفكرة ببساطة أن الهلال أثبت حضوره السنوي، والشركات تعلم أن عودة المنافس التقليدي ستعزز حضور الهلال واهتمام مسؤوليه، بل وقتاليتهم للعودة، بينما النصر عليه أن يثبت نفسه موسماً آخر كي تنهال عليه العقود ظفراً بجمهوره وثقة بقيمة اسمه التجاري، وخصوصاً لدى الشركات التي تنوي دفع المقابل، والطريف أن جماهير أندية أخرى استهجنت توجه أعضاء شرف أنديتهم إلى الهلال، وهو قصور في فهم الاستثمار.

الاستثمار الرياضي ليس معقداً كما يتخيل البعض، ولكنه في حاجة إلى التمعن، وأن تقدر الأندية قيمتها في السوق الاستثمارية وتستقطب كفاءات بشرية قادرة على جذب الاستثمارات والمفاوضة، وفهم حاجات الشركات وماذا تريد بالضبط؟ فهي في النهاية ليست جمعيات خيرية!


عوداً على بدء، عندما يتوقف القلم عن نزف الحبر.. يكون في حاجة إلى محفز، وخصوصاً في المجال الرياضي، الذي حين يصاب الكاتب فيه بالملل يبدأ الدوران حول نفسه، والأفضل له أن يتوقف.


توقفت أعواماً عدة.. لم أعد أجد ما يثير قلمي، هذا الموسم أرى مستقبلاً عائداً إلى الرياضة السعودية يحفزني لكتابة 10 مقالات دفعة واحدة. أنا متفائل بشدة.. بشدة!


خاتمة

للطغرائي أعلل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

0 التعليقات:

إرسال تعليق