بقلم : محمد بنيس
.. على امتداد النخاع ..العقل يلح أن يرحل ..لأنه يخشى من مؤامرة القلب ..فقلب و وجدان الهلال يتشبث بنصب الخيام و حد الحوافر و إشعال و هج العيد ..و الإحتفال بعودة الإكتساح و الوصول بكل جدارة و عنفوان إلى النهائي القاري ..
..العقل يرفض ..العقل يرفض أن يسير الهلال بين جداول الظل ..يلح على متابعة القتال ..يلح على الإحتفاظ بسيف مسلول و غمد مفلول ..يلح على أن حرب التألق لم تنته ..كسب الهلال كل المعارك و ظلت معركتان مع و ضد الكونغورو سيدني الأسترالي لتعلن الحرب الضروس نهايتها ..لا يرغب في أن يتسلل حصان طروادة و يفاجئ الغافلين الذين ثملوا بأفراح عيد لم يأت بعد ..هو قادم في الطريق لكنه لم يصل بعد ..
لقد واجه الهلال خصوما أقوياء لكنهم كلهم من غرب آسيا ..من منطقته ..يعرفهم و يعرفونه ..لكنه هذه المرة سيواجه خصما من شرق آسيا ..بل هو خصم له كل الخاصيات الأوروبية ..و هو يعتبر دخيلا - فنيا - على آسيا بعد قرار ضم أستراليا إلى القارة الصفراء ..و في اعتقادي كان هذا القرار ظلما و غبنا - تقنيا - للكرة الآسيوية ..الخصم الأسترالي هو الأول حاليا بين كل عمالقة شرق آسيا ..بل أن أمير الهلال عندما سأله الزميل خالد جاسم من خلال برنامجه - المجلس - على قناة الكاس - القطرية عن أي الفريقين ..سيول الكوري أم سيدني الأسترالي يود أو يفضل الهلال مواجهته في النهائي أجاب الأمير عبد الرحمن بن مساعد ..<< بصراحة الفريق الأسترالي دمه ثقيل في اللعب، أجسام طوال وصلابة،>>.
..و كان جوابه مذكرة تقنية تكتيكية رفعها للمدرب - ريجي - ..يحذره من مواجهة فريق آخر ..لاعبوه يتمتعون بالطول الفارع و القوة و يقصد بالصلابة الإندفاع البدني ..و عندما نفسر الطول نفسر الكرات العالية و المرفوعة من الأطراف و عندما نفسر الإندفاع البدني مع القوة البنيوية فذلك يعني الفوز في كل المبارزات الثنائية و يعني القتالية و الشراسة ..و هي مدرسة أنجلوساكسونية قاتمة التوجه ..تدير اللعب مع كل خصوصياتها التي ذكرنا بالمسطرة و البيكار ..و طبعا ينقصها الذكاء التكتيكي و ينقصها الإبداع أو الفعالية المهارية في إيجاد حلول تستعصي كثيرا أمام هذا اللعب النمطي ..
..و ما أطرحه ليس صعبا جدا أن يكسر مجدافه الهلال ..بل على العكس من ذلك ..و لكن من دون استسهال ..من دون ثقة مبالغ فيها ..من دون و ضع الكأس في الجيب و علمها في الغيب عند علام الغيوب..
..من أجل ذلك يرفض العقل الأزرق الفرح مبكرا ..فضوء القمر نفسه ضوء تكتيكي ..له مواعيد يطل آنفا ..يراقب السماء ..ثم يكبر ..يكبر ..و يحتوي كل أحلام السهارى ..و يوزع نبض العشق..
في 25 أكتوبر ..معركة في أستراليا ..و في فاتح نوفمبر معركة في الرياض ..و عندما ينهي الهلال هذه الحرب الصفراء سينتقل لجبهة ..العالمية قوية أوي ..في المغرب ..ففي الرباط و مراكش ..هناك معارك أخرى و حربا فنية من نوع آخر ..
بكل التوفيق للزعيم ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق