الخميس، 9 أكتوبر 2014

on Leave a Comment

عصاري الهلال.. وليالي آسيا


محمد باجنيد

غبنا طويلاً عن (آسيا) وقد كنا (أسيادها) منتخباً وفرقاً.. آخر عهدنا بها ـ على مستوى المنتخبات ـ كان في عام 1996، أما على مستوى الأندية فقد كان الغياب لتسع سنوات بعد أن حققها الاتحاد لعامين متتاليين 2004 و2005، ولن أذكر وصول الأهلي للمباراة النهائية في العام الماضي لأن المركز الثاني لا يليق بالأبطال ولا يذكرونه إلا مع الإخفاقات؛ حتى وإن بدا مؤشراً لقدرتنا على المنافسة. لقد اعتدنا على الذهب وهو وحده ما ننتظره من الهلال الذي طل علينا من جديد بعد أن غاب وطالت غيبته وراح (الجيران) يرددون شامتين: "العالمية صعبة قوية".. يقولون ذلك بعد أن استُحدثت بطولة كأس العالم للأندية وأصبح الحصول على الكأس الآسيوية بوابة المرور إليها.. يوغلون في سخريتهم عاماً بعد عام محتفلين بـ(الشمس) التي ظهرت مرة ولم تعد بعد ذلك.
إن ما قيل قبل لقاء (العين) وما زال يقال بعد فوز الهلال وتأهله للمباراة النهائية ـ من تجاوزات يراها كثير من العقلاء عدائية أفرزها (التعصب) للنادي على حساب (الوطن) ـ ما هي إلا (ردود أفعال) لشريحة كبيرة من الجماهير (الكروية) الشابة في مجتمع نراه مختلفاً بقيمه وتوجهاته، ونحتار كثيراً أمام سلوكياته.. نرفض قبولها حتى وإن كانت موجودة في كثير من البلدان. هنا وفي مثل هذه الأجواء المتوترة يبحث الإعلام الرياضي عن حضور قوي في تنافس مسعور تبرره (ليبرالية جديدة) غايتها (المال) ومن أجله تبرر الوسيلة.. فلماذا لا تأتي أجواء الوجبة الاعلامية الرياضية وأصدائها الاجتماعية بعد المباريات خالية من (الروح الرياضية) بل مشبعة بالتربص والتراشق؟.. لماذا لا تكتب العناوين الصحفية بقلم مملوء بالتشفي؟.. ربما بدافع التعصب، والأكيد أن له أهدافه التسويقية في إطار (الليبرالية الجديدة).


أعرف أن أجواء كهذه تنتشر فيها مشاعر الكراهية قد تزيد من عدد (المتعصبين) للنادي على حساب الوطن وإنجازاته؛ ولكن الوعي دائماً ما يبرز (الوطنية) ويخرج لنا أولئك الذين ما يزالون يحتفلون بتفوق أبناء الوطن ولا يعنيهم من (قهر بعض الناس) ولا من (دق خشومهم).


كم استمتعت بـ (الهلال) ممثل الوطن.. تابعته ـ بعينين خضراوين ـ وهو (يخزي العين) وكل الحاسدين الذين كانوا ينتظرون ليلة (خسوفه).. يهزمهم ويواصل مساره في أداء تصاعدي ينبئ عن اقترابه بشكل كبير من تحقيق البطولة الأغلى.. نعم، لقد بانت عصاري (العيد الوطني الهلالي) في ليالي آسيا، ولم يبق سوى التتويج.

0 التعليقات:

إرسال تعليق