تنتظر الهلال منافسات مهمة خلال الموسم المقبل أهمها دوري أبطال آسيا الذي يشكل مساحة كبيرة من الاهتمام على صعيد البيت الهلالي إدارة ولاعبين وجماهير بعد أن وصل الفريق إلى الدور ربع النهائي، فالبطولة العصية آن لها أن تدنو من الزعيم الذي دائمًا ما تتوفر له أدوات النجاح إلا أن النهايات لم تكن بما يأمله الهلاليون.
يعتبر الموج الأزرق من أكثر الفرق السعودية تحقيقًا للبطولة الآسيوية بمسميات مختلفة، إلا أنه من حين استحداث البطولة باسمها الجديد لم يحصل عليها الهلال.. تأهل وصيف دوري جميل إلى دور الثمانية حقق مكتسبات على صعيد الفريق الأول، وبالتأكيد هو بحاجة إلى تخطيط سليم ورؤى للوصول إلى الهدف المنشود كأس بطولة دوري أبطال آسيا.
«المدينة» استطلعت آراء مدربين ونقاد فنيين لرصد احتياجات الهلال خلال المرحلة المقبلة فجاءت التحليلات على النحو التالي:
في البداية يؤكد المحلل والناقد الفني حمد الدبيخي أن الهلال على مستوى عالٍ من الجاهزية، على صعيد العناصر وتوفر أدوات النجاح التي تساعده على تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا وبطولات أخرى غيرها، ويقول الدبيخي «أرى أن الهلال لا ينقصه على كافة الأصعدة أي شيء، عدا أن يكون هناك لاعب أجنبي أفضل من الموجودين الحاليين، فلقد تعدل وضع الفريق في الشق الدفاعي بوجه عام، ولنترك الإخفاقات التي كانت في بداية الموسم، فلقد عمل الجابر على تحسين الوضع الدفاعي للفريق على مستوى المحاور، حتى أن الهلال يملك دكة بدلاء ممتازة وفي مستوى اللاعبين الأساسيين، وغياب لاعب بالتالي لن يؤثر على أداء الفريق بشكل عام، فجماعية الهلال تعتبر ميزة، ولننظر إلى غياب نيفيز الذي لم يكن مؤثرًا ولا غيره سيكون مؤثرًا، فمن الصعب ربط تقييم فريق كبير كالهلال بغياب أو حضور لاعب أو لاعبين، أرى أن محاور الهلال هي من ساعد على تحسين وضع الدفاع بشكل عام، فتعاقد الإدارة مع سعود كريري كان ناجحًا بكل المقاييس، وإن تعاقدت مع لاعب آخر كبديل لكاستيلو سيكون أفضل، أو التعاقد مع لاعب محور من أحد الأندية المحلية، الهلال يملك العناصر القادرة على صنع وتحقيق الإنجاز بغض النظر عن تغير المدربين، فسواء مع الجابر أو غيره فعناصر الفريق متفوقة، والمدرب لن يضيف شيئًا لهم سوى في بعض الأمور التكتيكية وقراءة ظروف المباريات، فعلى سبيل المثال لوعدنا إلى مباراة الأهلي الإماراتي لوجدنا أن الهلال أغلق ملعبه بشكل ممتاز ثم هاجم وحقق الانتصار، وهذا اعتمادًا على تطبيق العناصر لتكتيك المدرب وقراءته للمباراة بشكل جيد، وفي عالم كرة القدم اللاعبون هم من يصنعون الفارق وتأتي أهمية المدرب بعد إمكانات اللاعبين العالية.. الخلاصة أن معايير تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا متوفرة للهلال أو أي بطولة أخرى».
من جهته حدد الدكتور عبدالعزيز الخالد ثلاثة جوانب مهمة في مشوار الهلال نحو تحقيق اللقب، وقال: هناك 3 جوانب يعتمد عليها تحقيق الهلال للبطولة فالجانب الأول النفسي والمعنوي من خلال الثقة التي لا بد أن تكون لدى إدارة النادي واللاعبين بشكل عام، وعلى الإدارة أن تهيئ الفريق نفسيًا، لأن الهلال يملك معايير فنية تعتبر هي الأفضل على مستوى القارة الآسيوية، فلقد حصل على 6 بطولات آسيوية، ولو نظرنا إلى عدد البطولات الآسيوية على مستوى الأندية لوجدنا تفوق الأندية السعودية على نظيراتها في شرق القارة، فالاتحاد والشباب والنصر والقادسية حققت بطولات على مستوى القارة، ولا بد أن تنعكس الثقة على الشارع الرياضي في المملكة العربية السعودية، فالضغط النفسي موجود حتى أن إدارة الفريق تعاني منه، فلا بد أن تعطى الثقة بأن الهلال فريق بطل، وقد حقق من قبل أكبر عدد من البطولات، ويجب أن يصل هذا الإحساس إلى اللاعبين والإعلام والجمهور، فمتى ما اكتسب الفريق ثقة البطل حقق مكتسباته التي يسعى إليها، وأهدافه التي يريد تحقيقها.
وأضاف الخالد: أما الجانب الثاني فيتعلق بالاستقرار الفني، فهو مهم خاصة في هذه المرحلة المهمة، وأنا مع استمرار الجابر لأنه بدأ يعرف مشكلات اللاعبين، وبدأ فعليًا بتوظيفهم بحسب قدراتهم وإمكاناتهم، ودور الثمانية سيبدأ في بدايات الموسم المقبل، وعمل الجابر الفني كان جيدًا خلال الفترة السابقة، واستطاع أن يصعد بالفريق إلى دور الـ8 من بطولة دوري أبطال آسيا».
وتابع: «أما بالنسبة للجانب الثالث فيتعلق بعناصر الفريق، واللاعبين الأجانب الذين سيشكلون علامة فارقة خلال الموسم المقبل، والهلال سيحتاج إلى دكة بدلاء على مستوى عالٍ إما بتصعيد لاعبين من الأولمبي أو البحث عن لاعبين محليين من أندية أخرى، وعلى صعيد اللاعبين الأجانب فالرباعي الأجنبي جيد، إلا إذا كان هناك خيارات فأرى أن تتعاقد الإدارة مع لاعب بدلًا من كاستيلو بحيث يكون هذا اللاعب وسط أيمن ويجيد صناعة اللعب لأننا لا نجد في هذه الخانة إلا سالم الدوسري فإن غاب للإصابة أو الإيقاف فسيؤثر على وسط الملعب بكل تأكيد، وإذا نظرنا لخطي الدفاع والهجوم فلن نجد أن الهلال يحتاج إلى عناصر لتضيف عليه إضافة أخرى، فدفاع الهلال أصبح جيدًا، وهجومه بوجود الشمراني والقحطاني والسالم لا خوف عليه، وعلى الرغم من وجود العابد وعبدالعزيز الدوسري على دكة البدلاء إلا أن اللاعبين لم يقدما هذا الموسم ما كان يتأمله منهما الجمهور الهلالي إما لعدم احترافية من ناحية الانضباط، أو عدم وجود منافسة على المراكز التي يلعب فيها اللاعبون، وأرى أن تصعيد لاعبين من الأولمبي سيشعل التنافس بين اللاعبين على المركز وهذا من شأنه رفع المستوى الفني للفريق بشكل عام».
وأردف الخالد: إن التحضير للموسم المقبل مهم وضروري، ويجب أن يحسم أمر موضوع استمرار المدرب من عدمه في المرحلة المقبلة لأهميتها.
وذهب المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني إلى أن عناصر الهلال تعتبر الأفضل فنيًا، واعتبر الفريق متكاملًا عناصريًا، إلا في منطقة الوسط الأيمن متفقًا مع الدكتور عبدالعزيز الخالد في ذلك، فيحتاج الفريق إلى بديل لكاستيلو في هذا المركز.
وقال الحسيني: أتمنى أن يستمر سامي الجابر للموسم المقبل، لتحقيق الاستقرار الفني للفريق خلال المراحل المهمة المقبلة، فالمشاركة الآسيوية قريبة جدًا، وفترة الإعداد ستكون قصيرة لاحتياج مدرب آخر غير الجابر إلى وقت للتعرف على اللاعبين. وتابع بقوله: إن الهلال ليس محتاجًا للتعاقد مع لاعبين محليين، لأن لديه عناصر ذات إمكانات عالية، فالتعاقد مع لاعب معين دون حاجة الفريق إليه سيؤثر على الكرة السعودية بلا شك هذا أولًا، أما ثانيًا لو نظرنا إلى تكامل الهلال من ناحية العناصر لوجدنا أن لديه لاعبين أصحاب إمكانات رائعة ويقدمون مستويات متميزة، حتى دكة البدلاء هي غنية بالأسماء كالقحطاني والسالم والعابد وعبدالعزيز الدوسري، وهم في مستوى اللاعبين الأساسيين.. اعتماد الهلال على طريقة 4-5-1 أثرت على وجود ياسر القحطاني في التشكيل الأساسي، وحينما تغيرت الطريقة وجدنا أن ياسر شارك وأثر في النتيجة، وكما قلت لا يحتاج الهلال إلى مهاجمين، فالتعاقد مع مهاجم سيؤثر على المتميزين لديه، كهداف الدوري لخمس مرات ناصر الشمراني». وأردف الحسيني: أنديتنا لا تتعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى عالٍ.. تفوق الهلال في الثماني سنوات الأخيرة بالتعاقدات مع الأهلي، ومن وجهة نظري فإن الفريق الذي سيتعاقد مع رباعي أجنبي يملكون ثقلًا فنيًا داخل المستطيل الأخضر، سيكون منافسًا على بطولات الموسم المقبل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق