في الموسم الماضي بدأ الموسم قبل أن يبدأ بشكل فعلي، وبمجرد إعلان تعيين سامي الجابر مدربا للهلال أحدث ذلك دويا في الوسط الرياضي، ما بين مؤيد لهذه التجربة الفريدة من نوعها في الأندية السعودية كافة، من خلال إعطاء الصلاحيات كاملة لمدرب سعودي قبل الموسم سواء اختيار اللاعبين الأجانب أو الطاقم المساعد.
وما بين من يرى أنها خطوة جريئة أو أنها قد تضع الهلال وسامي في موقف صعب، وبين هذه وتلك بدأ الموسم الذي كان صاخباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
المؤتمرات الصحافية التي تسبق المباريات كانت تمثل حدثا ذا أهمية لدى الإعلام بكل أطيافه، تغطية خاصة ليس لأهمية المباريات من عدمها بل لأنه الجابر، الاسم الذي يملك محبين يتابعون كل التفاصيل ويهتمون لكلماته وهمساته، وهناك آخرون كارهون لدرجة تركيزهم على أمور جانبية من أجل التأثير على عمله وأدائه، تارة يراقبون شعره وتارة ينتقدون ملابسه وبأنها أشبه ما تكون بعرض الأزياء، وهذا قدر الشخصيات المؤثرة والمثيرة أمثاله. لكن هذا الأمر لم يثنه عن العمل الذي يعتبره هو الرد الوحيد على كل من يحاول التشكيك، بدأ الموسم وحقق انتصارات متتالية كان أبرزها أمام الاتحاد بخماسية لن تنسى، احتفل فيها المدرب سامي الجابر مع جماهيره بطريقة تؤكد أن الانتصار للطرفين وليس للهلال وحده، لأن الجماهير حاربت من أجل إقناع المعارضين بأن الجابر مشروع لمدرب عظيم، وهو يريد أن ينظر إلى نتائج عمله بأعين الجماهير التي تعتبر هي كل شيء بالنسبة له.
لكن الخسارة من الرائد في الجولة السادسة كانت نقطة تحول في مسار دوري عبد اللطيف جميل، لأنها شهدت تحول الصدارة من الهلال لمنافسه النصر زاد من ذلك أن أعقبها فترة توقف لمنافسات الدوري، تلك الفترة كانت سانحة لمن يريد التشكيك وإثبات أن سامي أقل من أن يدرب الهلال.
وفي الجهة الأخرى كان هناك من يدافع عنه لكن هذا لا يلغي بأن الضغوط ازدادت على سامي الجابر، لكن الهلال عاد بعد فترة التوقف وحقق انتصارات متتالية لكن مباراة النصر في الجولة العاشرة كانت هي قاصمة الظهر، الخسارة أمام المنافس التقليدي الذي ينافس أيضاً على الصدارة، ما جعله يبتعد بفارق أربع نقاط.
هذا الأمر لم يثن سامي الجابر عن العمل حتى وصل للمباراة النهائية في كأس ولي العهد، لكنه خسر أيضاً أمام النصر بعد أن تقدم بهدف ناصر الشمراني في الدقيقة الثانية من عمر المباراة، لكن سلطان الدعيع سجل بالخطأ في مرمى فريقه قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، وفي الشوط الثاني احتسب الحكم ضربة جزاء غير صحيحة كما يراها سامي لتنهي المباراة، بعدها خرج الجابر متحدثاً بكل ثقة بأن الخسارة كان بعامل الحظ والتحكيم، ليعود لمنافسات الدوري ويخسر في الدقائق الأخيرة من أمام الشباب ليفقد الأمل إلى حد كبير، في الجولة الـ 23 كانت مباراة مفصلية للهلال لأن فوز النصر في المباراة يعني حسم الدوري، وبالتالي كان المشجع الهلالي يخشى أن يكون الفرح في الملعب أمامه وبالذات أن النصر احتفل قبل أن تبدأ المباراة، من خلال الإشارة التي كانت في "التيفو" التي تشير إلى الدقائق الـ 90 التي ستحسم الدوري، لكن الهلال نجح في تحقيق فوز تاريخي على النصر برباعية رغم طرد اللاعب سلمان الفرج في بداية الشوط الثاني، ليكون مشوار سامي الجابر في الدوري تحقيقه لـ 20 انتصاراً وثلاث خسائر ومثلها تعادل، بفارق نقطتين عن النصر الذي حقق اللقب في موسمه الاستثنائي.
في الفترة التي تليها تفرغ الهلال لمنافسات دوري أبطال آسيا بعد أن قل الأمل في تحقيق لقب الدوري، بعدها بدأ فصل جديد من التشكيك بأن سامي لا يستطيع الجلوس في مكانه داخل الملعب، بسبب عدم حصوله على الشهادة التي تخول له بتسجيل الاسم في القائمة الرسمية في المباراة، تزامن ذلك بعد غيابه عن المباراة الأولى أمام الأهلي الإماراتي، بسبب تعرضه لأنفلونزا حادة، لكنه ظهر في مباراة سباهان التي أقيمت في إيران ما جعل المشككين يلتزمون الصمت.
في الآسيوية كانت النتائج دون المطلوب في الدور الأول من المجموعات الذي خرج به الهلال بنقطتين فقط من أصل سبع نقاط، إثر تعادله مع الأهلي الإماراتي والسد القطري بالنتيجة ذاتها وخسارته أمام سباهان، لكنه عاد في الدوري الثاني بشكل مختلف وحقق سبع نقاط من أصل تسع وحقق انتصاراً كبيراً على السد بخماسية نظيفة، بعدها حقق انتصارين في مباراتي ثمن النهائي أمام بيوندكور الأوزبكي ذهاباً وإياباً، ليعد جماهير الهلال بعمل مختلف في الموسم الذي يليه بعد أن احتفل معها في استاد الملك فهد الدولي، في موسم قاد فيه الهلال في 41 مباراة في مختلف البطولات، فاز في 29 مباراة وتعادل في ست مباريات وخسر مثلها وسجل 91 هدفاً واستقبل 38، وهي الأرقام نفسها التي حققها البلجيكي جيرتس في الموسم الذي اعتبره النقاد من أفضل مواسم الهلال على مدار التاريخ، باستثناء أفضلية التسجيل لصالح جريتس بفارق ثمانية أهداف وأفضلية سامي الجابر في استقبال الأهداف بفارق هدفين فقط، لكن رئيس الهلال ظهر إعلامياً وأكد أن بقاء الجابر من عدمه سيكون بعد اجتماعٍ شرفي، ليبدأ الصخب والضجيج بشكل لم يتكرر في كل مكان سواءً في البرامج التلفزيونية أو الصحف، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت إحصائية دقيقة بأن اسم سامي الجابر تكرر في يوم واحد في أكثر من نصف مليون تغريدة في "تويتر"، ما سبب ضغطا كبيرا على إدارة النادي حين إعلان القرار، ليسدل الستار عن الأمر مساء أمس الأول بعد أن أعلنت إدارة النادي إقالة المدرب سامي الجابر، بعد مشوار حافل بالنتائج الكبيرة والمستويات المميزة، لكنها لم تتوج بأي لقب، وتنتهي قصة لا تنسى بين جمهور الهلال ومدربهم سامي الجابر الذين ما هاجموا إدارة النادي بعد قرار الإقالة، مؤكدين أن الفريق في نهاية الموسم قدم مستويات جيدة جعلته يصل للدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا، وأن الخبرة التي اكتسبها الجابر في موسمه الأول سيجني ثمارها في الموسم الذي يليه، لكن قرار الإدارة الذي جاء بدعم من الشرفيين كان هو النقطة التي أنهت السطر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق