الأربعاء، 28 مايو 2014

on Leave a Comment

من أخرج مسرحية سامي؟!


سعد السعود

بالتوقيع مع الروماني رينتو ريجكامب حسب الزملاء بصحيفة الجزيرة، فقد انتهت مسرحية الإدارة الهلالية والمدرب سامي الجابر.. وهي المسرحية التي استمر عرضها منذ آخر مباراة في دور الـ «16» من البطولة الآسيوية، ولم يُسدل الستار على آخر فصل من فصولها سوى مطلع هذا الأسبوع.

وبغض النظر عن الاستغناء عن سامي كمدرب من عدمه عطفاً على قدراته الفنية.. فهذا أمر آخر ومختلف عن ما وصفته في مقدمة ما كتبت.. لأنه منطقي فكل من قَبلَ العمل بمهنة التدريب عليه تحمُّل تبعاتها.. وحتماً هو يدرك كغيره من المدربين أن هذا الكرسي دوماً فوق صفيح ساخن.. وهو الأكثر عرضة للاهتزاز في مكونات أي فريق لكرة القدم.. بل إن سيف الإقصاء طال أكثر المدربين شهرة في العالم وأكبرهم خبرة.. ومع هذا سارت بهم عجلة التدريب لمحطات أخرى.. ليكتبوا فصلاً آخر من قصتهم في أوراق نادٍ آخر وتحت أروقة إدارة أخرى.

لكن ما أنتقده، وهو ما جعلني أصف ما حدث بالمسرحية هو كيفية إصدار القرار النهائي في استمرار الجابر.. فلأول مرة أشاهد إدارة تخلع معطف المسئولية من على ظهرها وتضعه على كاهل أعضاء الشرف.. ولا أدري هل هذا الأسلوب كان هروباً من ردة الفعل الجماهيرية، خصوصاً ونحن ندرك الشعبية الجارفة لسامي.. أم لتخرج الإدارة من حرج مواجهة المدرب نفسه وهو الذي وقّعت معه قبل عام لثلاث سنوات!

مخجل كيفية التعامل مع سامي الجابر.. مخجل أن يصبح مصير أحد أساطير الكتيبة الزرقاء.. حديث المجالس وتندُّر الغرباء.. ألم يكن أجدى من الإدارة الاضطلاع بمسئولياتها ولعل أحد أهمها تحديد مستقبل الجهاز التدريبي من عدمه.. ألم يكن أولى من أعضاء الشرف وهم الذين لم يجتمعوا بهذا العدد منذ سنوات أن يكون اجتماعهم غير معلن.. وألا يقتصر على موضوع المدرب.. ويتعداه لما هو أهم من حيث مناقشة إستراتيجيات النادي وأوجه المصروفات وماهية الإيرادات وكيفية مساعدة الإدارة في توفير متطلبات الموسم القادم.

معيب هذه النهاية التراجيدية لنجم زرع الفرح في قلوب محبي الهلال لسنوات.. وانتزع الإعجاب من المدرج والآهات.. لكن المدهش أنه كما جمع قلوب الهلاليين وهو لاعب.. ها هو يجمع أعضاء الشرف والذين تواروا عن المشهد لفترات طويلة.. وكأنه حتى برحيله يُوصل رسالة لمسيري النادي بأن الهلال هو الأهم.. أما أنا فأعود كمتابع للمشهد الرياضي لما بدأته من سؤال: من أخرج هذه المسرحية الهزيلة بحق بطل طالما كتب اسمه بالمانشيت العريض في أغلب بطولات الهلال في العقدين الماضيين؟!
تناقضاتهم تفضحه!!

يبدو أن البرامج الرياضية وحسابات التواصل الاجتماعي جعلت المتلقي يكشف الكثير من تناقضات العاملين في الوسط الرياضي.. وهم من كان لا يظهر منهم سوى وجه واحد من خلال مقال أسبوعي أو عامود صحفي.. في حين ماهية تقبل الطرف الآخر واستيعاب الحوار واختلاف الأفكار، فلم يكن هنالك مجال من استقرائها.. فضلاً عن كشف المتناقضات والتي تأتي بين تغريدة وأخرى.. أو من خلال ظهور تلفزيوني لساعة أو أكثر.. حيث أصبح هذا الوقت الطويل في خروج مرئي أو من خلال حساب اجتماعي عامراً بالكثير من التجاوزات فضلاً عن ما تحمله من تناقضات لا يمكن أن تجتمع تحت سقف فكري واحد!

ولعلي أذكر في عجالة بعضاً من الأمثلة لمن يصفهم البعض بالمهنية لتبيان مدى تناقضاتهم.. فعلى سبيل المثال، لا أدري كيف يستقيم مثلاً وصف سامي الجابر بالمدرب الأسوأ في الموسم ببرنامج في المرمى مع بتال القوس.. وعلى الطرف الآخر وفي ذات الاستفتاء يحصل الجابر على ثاني أفضل مدرب.. أي عقلية يمكن أن تجمع بين هذا أو ذاك.. فضلاً عن السماح بعرضها أصلاً؟!

ولعل مسلسل تناقضات الطرح لدى الكثير متواصل.. فمثلاً فيصل أبو اثنين نجده يتحدث عن الاحترافية في الكثير من البرامج، لكنه بالمقابل وعبر حسابه يُطالب حسن معاذ الإخلال بعقده والانتقال للهلال.. وفي مناسبة أخرى وجدنا الكابتن فيصل ينتقد خروج أحمد عطيف ووليد عبد الله في مقطع بعد هدف خليلي.. لكنه على النقيض لم ينطق بحرف واحد تجاه أيٍ من مقاطع لاعبي النصر والتي أخذت منحنى أكبر وأشد من حيث السخرية والانتقاص من المنافسين.. أين اختفى نقده؟!

أما ثالث السابحين في دوامة المتناقضات فهو إعلامي.. فقبل عام مثلاً وعبر قناة لاين سبورت وفي حديث مع الأستاذ أحمد العقيل كان يعارض بشدة من يتحدث عن قوة الدوري.. بل ويصف منافساتنا بالضعيفة والتي لا يمكن أن يخطب ودها الشركات الراعية.. لكن الإعلامي إياه وبعد أقل من عام ومن خلال برنامج كورة نجده يغير كلامه 180 درجة.. ويبتلع حديثه السابق ليثني على الدوري ويصفه بالقوي.. فهل يمكن الاقتناع بأن الدوري بشهور تحوّل من ضعيف وليس مطمعاً للرعاة إلى دوري قوي.. مع أن ذات الفرق وذات الآلية المتبعة سابقاً وحتى حجم المنافسة هي ذاتها، حيث اقتصرت على فريقين فقط في حين أن البقية متفرجون هل يمكننا أن نقتنع برأيه.. أم أن لميول الكاتب دوراً في هذا التصنيف واختلافه بين عام وآخر؟!

إيرك الأهلي.. أين الحقيقة؟!

إذا ما صحت الأنباء التي تتحدث عن عودة لاعب الأهلي البرازيلي إيرك أوليفيرا للملاعب بعد فترة قصيرة من إصابته.. وهي الإصابة التي شُخصت برباط صليبي وتم بسببها استبداله بمحترف برازيلي آخر خارج أوقات التسجيل المعتمدة دولياً.. أقول إذا ما صدقت الأنباء، فيجب التحقيق عاجلاً بالأمر ومعرفة المتسبب والإطاحة برأس كل متجاوز؟

وحتى بدء الموسم الجديد علينا الانتظار وعدم التعجل في إصدار الأحكام.. فإذا ما تم قيد اللاعب في الفترة الأولى للتسجيل فهنا يمكن أن نقولها بصوت عالٍ: خدعنا.. وعلى رياضتنا السلام.. أما إذا ما انتظر اللاعب حتى الفترة الشتوية ليتم قيده، فأعتقد أنه لا مجال عندئذ للريبة ولا يمكن التشكيك سواءً بالتقرير أو اللجنة أو حتى الاتحاد بأكمله.. ننتظر الأيام القادمة.

آخر سطر

وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً
                             على المرء من وقع الحسام المهند

0 التعليقات:

إرسال تعليق