كانت وما زالت قوة الهلال وتفرده في
اجتماع كلمة محبيه أو كما قال الشاعر: (بقيادة رجال على قلب رجّال). صفوف
من العشاق لا يعنيها اسم الرئيس أو متى حضر أو متى سيرحل. همهم رفعة الهلال
وخدمته، وإن اختلفوا في المنهج، لم يختلفوا بالمقصد. وأزعم هنا أن رحيل
(والد الهلال) عبدالرحمن بن سعيد أولاً ثم رحيل (قلب الهلال) الأمير هذلول
بن عبدالعزيز - رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته-،
أحدث ارتباكاً واضحاً في منظومة الهلال. فقد
كانا مرجعاً حين الاختلاف، ودعماً حين الاتفاق، وصاحبي رأي ومشورة عند
التردد في اتخاذ قرارات مفصلية أو خطوات مؤثّرة. فلم يعتد الهلال نشر غسيله
أمام الملأ، ولم يُجبَل على تطرف في رأي حد الانشقاق. هذه الحالة ولدت
أحزاباً افتقدت لغة الحوار السليمة المبنية على المصلحة العامة، وأصبحت
الاتهامات ترمى جزافاً على كل مخالف أو معارض لمجرد عدم موافقته حتى على
نقطة واحدة من عدة نقاط. فإما أن تكون معي تماماً وإلا فأنت ضدي تماماً.
فمؤيّدو سامي يرون في الحديث عنه (قلت الحديث ولم أقل المطالبة في تنحيه)
ذنباً لا يغتفر وخيانة للهلال وابنه البار. وتتعدّد بعد ذلك الأحزاب، حزب
ضد سامي، حزب الرئيس، حزب بندر بن محمد، وهكذا دواليك. فالاجتماع المنتظر
لن يكون أساسه بحث مصلحة الهلال، بقدر كونه فرصة لكل طرف لكيل تهم التقصير
وتبرئة الساحات الشخصية من أي قرارات مستقبلية قد لا يحالفها التوفيق أو قد
لا تناسب ذائقة ورغبة الجمهور. (الاجتماع الغصّة) كما يسميه البعض أصبح
الجمهور يترقبه وهو يتضرع إلى الله أن يخرج بأقل الأضرار ورأبٍ لصدع في
العلاقة الهلالية -الهلالية. نتمنى من المجتمعين الذين دخلوا أحزاباً شتى
أن يخرجوا وهم جميعاً تحت (حزب الهلال). فاختلافهم لا يعنيهم وحدهم، فهناك
أمة كاملة تترقب قرارات تختص بمعشوقها الأوحد، فأحسنوا التعامل مع العشق
الذي لا يحتمل الشقاق.
نصيحة لكل المجتمعين: وحّدوا سهام عشقكم نحو تفرّد الهلال، أما التراشق يمنة ويسرة فلن يحميكم من سقوطها على رؤوسكم.
دور الثمانية
تفنن الهلال في لقائه الماضي أمام بونيدكور
الأوزبكي راسماً لوحة ناصعة البياض عمَّا يملكه الفريق من زاد عناصري ثمين
وتطبيق فني رائع من جهازه الفني بقيادة سامي الجابر والذي لا شك أنه تعلَّم
الكثير من تجربته الماضية وبسرعة فائقة (اللهم لا حسد). فالرسالة كانت
واضحة جلية، فمتى أعطى اللاعبون كل ما لديهم وتعامل المدرب بواقعية مع
فريقه قبل تعامله مع الخصم فإن الفوز والإبهار سيحضران بعد توفيق الله.
والعمل الآن يجب أن لا ينصب على التفكير في دور الثمانية ومجرد تجاوزه،
ولكنه يجب أن يكون استعداداً لما بعد البطولة الآسيوية كما قال وكرر مراراً
الأستاذ الكبير حمد الدوسري. فالآمال الصغيرة والخطط القريبة قد تفشل في
أي لحظة مضيعة كل جهد ماضٍ وحلم مستقبلي. وتدعيم الفريق بلاعبين أو ثلاثة
مع الاحتفاظ بالشكل العام للفريق مطلب أساسي، فالهلال يحتاج للتدعيم، لا
للتغيير. فهل وصلت الفكرة؟ أتمنى ذلك.
بقايا...
- فعلها العميد، وتأهل بكل جدارة واستحقاق.
فأبناء القروني لعبوها كما أرادوا، فسجلوا ثم انتظروا غفلة منافسهم
ليفترسوه. دوماً أقول، إذا أردت التغلب على النمر فلا تجعله يسدد الضربة
الأولى.
- رحيل البلطان عن سدة رئاسة الليث يصعب تعويضه من الشبابيين. ليس قصوراً فيهم، ولكن أبا الوليد كان استثنائياً في كل شيء.
- معسكر المنتخب واللقاءات الودية التي
سيجريها مضارها أكثر من منافعها. فبعد هذا الموسم الشاق الطويل، لا يوجد
منطق في إجهاد اللاعبين بلا طائل.
- كأس العالم فرصة تسويقية كبيرة للهلاليين
إذا صح الإجماع على إبعاد كاستيلو. شخصياً مقتنع تماماً بما يملكه هذا
اللاعب، ومقتنع أكثر بأنه لم يقدّم كل ما لديه، إما تعالياً أو لعدم
الانسجام مع الوضع العام.
خاتمة...
تُرِيْدِيْنَ لُقْيَانَ المَعَالِيَ رَخِيْصَةً
ولَا بُدَّ دُوْنَ الشَهْدِ مِنْ إِبَرِ النَحْلِ
(المتنبي)
0 التعليقات:
إرسال تعليق