الثلاثاء، 3 يونيو 2014

on Leave a Comment

سامي.. ما له وما عليه


مسلي آل معمر
لم يكن الحديث عن إقالة سامي الجابر في الأيام الماضية حديثاً عابراً، كأية نهاية بين فريق كبير ومدربه الذي خرج من الموسم بلا بطولة، الواقع هنا أعمق مما نتصور، بل أعقد مما يبدو لنا، فماذا كان يدور طوال الشهر الجاري؟

المشهد كان يقول: سامي الجابر يصنفه الهلاليون أسطورة لناديهم، هو رهانهم الأبدي أمام من لا يروق له أزرق العاصمة، هو صاحب الرقم واحد في المدرجات الزرقاء حتى تاريخه، أيضاً هو ضحية صحوة المنافس التقليدي في الموسم الماضي، سامي كان الصديق اللدود لعدد من صناع القرار في النادي الكبير على رغم أنه لا يعيش على وفاق مع شرفيين آخرين مؤثرين، جزء لا يستهان به من أبناء البيت الأزرق كانوا يتمنون بقاءه كي لا يشمت النصراويون، القسم الآخر يرون ألا شيء يعلو على الكيان، بعض المحايدين يقولون أن مطاردة سامي والنصراويين على الصدارة حفظت للدوري السعودي متعته، بينما يرى المتفائلون أن «الكوتش» لو استمر سيفك عقدة العالمية، هناك أصوات قريبة من البيت الهلالي تردد أن عناصر مهمة في الفريق كانت تنتظر رحيل المدرب بفارغ الصبر، بينما يقول ياسر القحطاني أن جميع اللاعبين يريدون استمراره.

كل ما سبق كان يتردد في الإعلام وفي أوساط الجماهير، حتى أصبح سامي المسيطر على مفاصل «تويتر» تماماً، لكن هل نستطيع أن نقوّم الموقف بموضوعية بعيداً عن العاطفة؟

لكي نكون منصفين لا يمكننا أن نصف تجربة سامي مع الهلال في الموسم الماضي بالفاشلة، ولا نستطيع أن نقول أنها مميزة، فالفريق حقق معه الوصافة في بطولتين، أي أنه حقق مركزاً جيداً، لكن الزعيم خرج من الموسم بلا بطولة على غير المعتاد، بل جاء الخروج أمام المنافس التقليدي، الذي عاد إلى البطولات بعد غياب طويل، وأزعم لو أن منافس الهلال هذا الموسم فريق غير النصر، لصنّف موسم سامي الأول كمدرب بـ«الناجح».

من يتعاطف مع أسطورة الهلال يرى أن هناك مدربين بفكر أقل دربوا الزعيم، وقادوه إلى البطولات بسبب التوفيق، وهو ما جانب سامي هذا الموسم، أيضاً يرى محبّوه أن التجربة كعام أول تعتبر جيدة، وأنه قادر على تلافي أخطائه في الموسم الآتي، ولو أعطي الفرصة سيحقق البطولات، وهذا الأمر خير من استقطاب مدرب أصغر من سامي عمراً مثل ريجي، ويحتاج إلى الوقت ليتعرف على الفريق، وربما ينجح وربما يحدث العكس.

في المقابل، يرى معارضو بقاء سامي أنه ليس من المنطق أن يغلب صانع القرار في الهلال علاقته الشخصية بالمدرب على مصلحة الكيان، وربما يتساءل: لو أن مدرباً آخر جاء إلى الأزرق وأنهى موسماً كاملاً من دون بطولة هل سيستمر؟

شخصياً أعتقد أن سامي في موسمه الثاني لن يكون سامي الموسم الأول، وإذا كان الحديث عن إعطاء الفرصة، فلا أحد يستحقها إلا أبناء النادي، وهنا سامي لا يصنف ابن النادي فقط، بل نجم المدرج أيضاً، خصوصاً أن البديل لم يحقق النجاحات لأعوام طوال، ولا يملك الخبرة التي تفوق خبرة سامي كثيراً، وفي النهاية، لا يمكن أن يوصف قرار إدارة الهلال بإقالة النجم الجماهيري إلا بالقرار الشجاع الذي ربما يقتل صاحبه!

0 التعليقات:

إرسال تعليق