منذ نحو عشرين عاماً بدأ الهلال علاقته بالمدرسة الرومانية التي باتت رافداً مهماً للفريق الأزرق في العلاقة الوطيدة مع البطولات والإنجازات، مما جعلها ذات حميمية أجبرت أنصار الفريق على التفاؤل بكل ما يمت للرومان بصلة.
بدأت القصة منذ تعاقده مع المدرب الروماني الشهير إيلي بلاتشي صاحب النزعة الهجومية لحد الجنون، الذي لا يكترث لأي ظروف من أجل اللعب الهجومي الخالص، وحقق خلال الفترة التي قضاها مع الفريق طفرة فنية واضحة صاحبها الحصول على البطولات مما جعله اسماً خالداً في هذا النادي العريق بعدها، وفي بداية الألفية الجديدة أعلن الهلال تعاقده مع الروماني يوردانيسكو صاحب القبعة الشهيرة والأداء التكتيكي العالي في تلك الحقبة من الزمن وحقق الهلال الذي أخرج للأضواء آنذاك عدداً من اللاعبين الذين كان لهم تاريخ عريض مع الهلال، أبرزهم محمد الشلهوب الذي شارك أساسياً مع الجنرال يوردانيسكو في عمر الثامنة عشرة ليشكل هذا الصغير تاريخاً هو الأبرز في الكرة السعودية بعد أن توج بالذهب خمس وعشرين مرة. وقصة الهلال مع أبناء رومانيا لها طابع مختلف أكدها وبما لا يدع مجالاً للشك المغمور أولاريو كوزمين الذي حضر للهلال بلا تاريخ وخرج منه وهو يملك شعبية كبيرة وذلك في عهد الإدارة السابقة بقيادة الأمير الشاب محمد بن فيصل الذي لقي انتقادات واسعة فور إعلان التعاقد لكنه حضر وأنهى بدوره العلاقة التي استمرت طويلاً بين الهلال والمدرسة التدريبية في عالم التدريب وفي موسمه الثاني طلب إحضار ابن جلدته ميريل رادوي الذي يلعب في منطقة المحور وهو الذي كان أكثر المراكز تميزاً من الناحية الفنية بوجود خالد عزيز وعمر الغامدي وعبدالعزيز الخثران وعبداللطيف الغنام في تلك الفترة لكن كوزمين أصر على وجوده مع الفريق مهما كلف الثمن ليبدع هذا اللاعب الروماني قبل أن تنتهي هذه العلاقة قبل موسمين بعد أن رحل رادوي إلى نادي العين الإماراتي بصحبة الروماني الآخر كوزمين.
وابتعد النادي الأزرق بعد كوزمين عن الرومان متنقلاً بين المدارس الأوروبية في التدريب وفي الموسم الماضي وبعد أن خرج الهلال خالي الوفاض من البطولات مع المدرب الوطني سامي الجابر ليرى مسيرو النادي أن عودة البطولات مسار بات لا يعرفه إلا الرومان ليتم التعاقد رسمياً مع الروماني ريجيكامب الذي يملك سجلاً بطولياً مميزاً بالرغم من عدم بلوغه الأربعين عاماً، حيث حقق لقب الدوري الروماني مع نادي "سيتوا بوخارست" بالرغم من ابتعاده عن هذا اللقب لست سنوات كان آخرها أيضاً مع مدرب الهلال السابق كوزمين ليشكل اسماً جديداً في عالم التدريب في رومانيا ليصطحب المدرب الجديد معه أيضاً الروماني الآخر بينتلي الذي يلعب في منطقة المحور وهي المنطقة نفسها التي أبدع فيها ابن جلدته رادوي ليجعل آمال أنصار الفريق الأزرق بأن يكونا تكراراً للنجاحات التي حققها كوزمين ورادوي معاً ولتأكيد أن العلاقة بين الهلال والرومان علاقة عنوانها الذهب وتحقيق البطولات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق