منذ 4 سنوات تقريبا كتبت مقال تحت عنوان “قهوة سادة على المدرب السعودي”، وعادة في بلادنا نتناول القهوة السادة في العزاء، وقتها شاهدت قائمة الأندية السعودية النهائية قبل إنطلاقة الدوري خالية من أي اسم لمدرب سعودي يقود فريق من الـ14 المشاركين في الدوري، وفعلا كنت حزينا جدا على الكرة السعودية التي أعشقها من الصغر، ولا أجد فيها أي قامة أنجبتها الكرة السعودية تقود فريقا في الدوري.
ولكن غيرت رأي هذا عندما شاهدت
الموسم الماضي إعلان سامي الجابر لاعب الهلال الأسبق مدربا لأعرق الأندية
في المملكة، تفائلت .. وقلت لنفسي “شكلهم سمعوا كلامك يا واد، وقروا
المقالة إللي نشرتها من أربع سنين”، وشاهدت سامي الجابر في دبي عن قرب وقت
مباراة الهلال مع الأهلي في دوري أبطال آسيا، وبالفعل زاد إحترامي له بعد
أن سمعته يتكلم وطريقة تعامله مع المواقف الصعبة، وادارته للفريق والخطط
التي واجه بها الأهلي بطل الدوري الإماراتي في عقر داره، على الرغم من
النقص العددي الكبير الذي كان يلعب به.
ما علينا .. أقيل سامي الجابر ،
وتفاجأت بعدم استمراره مع الفريق، اصابني الإكتئاب، أكيد لرحيل سامي
الجابر، وقررت أن لا أكتب عن هذا الموضوع، ولكن بعد أن رأيت الجابر أمس في
برنامج مع الإعلامي مصطفى الآغا، يتحدث ويشكر كل من كان خلفه وضده في
الهلال ولم ينسى جميل أحد عليه رغم إقالته الغير متوقعة من قبله، قررت أن
أكتب كلمات بسيطة عن إقالته في هذا التوقيت، وأتسائل … ومن منهم يتذكر
جميلك وصبر عليك؟.
الهلال أبدع في تدمير المدرب
السعودي الذي يعتبر هو ركيزة كرة القدم في السعودية السنوات القادمة، وبدون
مبرر، فلكل فريق مستوى يرتفع أحيانا ويهبط في أوقات أخرى، الجابر حاول
تدعيم الفريق للمنافسة مستقبلا، وليس لعام واحد فقط، وظهرت نتيجة ذلك في
مباريات دوري الأبطال الأخيرة وتأهله لدور الثمانية، والمستوى الجيد
والحماس الكبير الذي ظهر عليه اللاعبين في هذه المباريات، والخطأ الوحيد
الذي وقع فيه الجابر أنه خطط للفريق للسنوات المقبلة وليس لموسم واحد كما
يفعل المدربين الأجانب عادة.
خليك معايا كده يا باشا .. عندما
يأتي المدرب الأجنبي إلى أي فريق، يبدأ في التعاقدات مع لاعبين أجانب
محترفين لكي يساعدوه على حصد الألقاب، ولكنه لا يسعى أبدا لتطوير اللاعبين
الأخرين وتصعيد اللاعبين الصغار الذين يحلمون بالمشاركة مع الفريق الأول،
وفي اللحظة التي يترك فيها الفريق تراه منهارا ويحتاج إلى تجديد وتحديث
سريع، وهذا عكس ما فعله الجابر، فعلى حد علمي أنه كان مهتما باللاعبين
المواطنين أكثر، ودعمهم وتطويرهم ووضع البرامج الملائمة لرفع مستواهم،
وثقته الكبيرة في أن هناك لاعبين كبار في السعودية لهم الأولوية عن أي لاعب
أجنبي أخر.
في النهاية الجابر محترف، يمكن
إقالته أو تجديد الثقة فيه من أي نادي، ولكن الفرصة لا تأتي عادة أكثر من
مرة، وهذه الكلمة ليست للجابر ولكنها للهلال، فكان لديكم مدرب وطني، يعي
جيدا قدرات لاعبيه وطموح الفريق الذي تربى ونشأ فيه.. بمعنى “حاجة جوز
العنب زي ما بنقول”، لماذا التفريط فيه بهذه السهولة، كان من الممكن دعمه
بما ينقصه، بلاعبين جدد ودورات تدريبية متقدمة، أو طاقم تدريبي ذو خبرة
عالية، والنصيحة والمشورة، ولكننا دائما نسعى وراء القرار السهل “شيله وهات
غيره، هو احنا لسه هنجرب”، فعلا هذه هي الطريقة الأمثل لتدمير المدرب
السعودي، “ولا أنتوا مش معايا ولا ايه”؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق