يبدو أن المدرسة الرومانية لكرة القدم هي أبرز البدائل الإدراكية التي يسعى إليها الهلاليون متى ما شعروا بضيق الخيارات الفنية المتاحة أو حتى الممكنة! الاتجاه إلى المدرسة التدريبية الرومانية كان قرار بعض الإدارات الهلالية السابقة الجميل التي عاشت معه أجمل الانتصارات وحققت معه أكبر المكاسب خاصة في عهد إداراتي الأميرين بندر بن محمد ومحمد بن فيصل وحاليا إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد.
والأكيد أن الجو الهلالي العام بعد عملية الشد والجذب والمشاورات (والمداورات) التي امتدت إلى مساحة أسبوعين زمنيين التي تمخض عنها قرار الاستغناء عن خدمات سامي الجابر وتعيين الروماني ريجيكامف بديلا استراتيجيا ربما أتى في توقيت اعتبره البعض متطرفا للغاية ولربما كان بإيجابية أكثر لو أتى في منتصف الموسم!
اتجاه الهلاليين إلى المدرسة الرومانية كمسار اختياري إدراكي ابتدأ بزمن الروماني صائد البطولات (إيلي بيلاتشي) الذي نجح في تغيير مسار الزمن الأزرق الذي أتى به لما هو أفضل.
(يوردانيسكو).. الملقب بأفضل مدرب في رومانيا أتى إلى الهلال في منتصف الموسم وهو يعيش أسوأ أوضاعه ومستوياته الفنية وحقق معه طفرة نوعية وكمية بالبطولات!
(كوزمين) المدرب الصارم الانضباطي مثال آخر لنجاح الفكر التدريبي الروماني مع الهلال وجانب لا يقل إيجابية عن سابقيه سواء من حيث انتشال الفريق من وضع فني متردٍ أو كتوظيف للاعبين بشكل جيد واكتشاف وصقل مواهب جديدة.
وعلى الرغم من أن الهلال قليل حظ مع المدارس الأوروبية الأخرى إسبانية وبرتغالية وإيطالية إلا أن المدرسة الرومانية بمعية نظيرتها البرازيلية هما الأكثر نجاحا وهارموني مع الفريق؛ فنصف بطولاته مع المدرستين الرومانية والبرازيلية بدليل ما حقق من مكاسب فنية وعناصرية وألقاب، كما أن أسلوب المدرسة الرومانية كلعب قريب من نظيره البرازيلي الذي يتدرج إليه اللعب الهلالي.
اللافت أن أغلب المدربين الرومانيين الذين أتوا إلى الهلال هم من عظماء فريق ستيوا بوخارست الفريق العريق وكبير فرق رومانيا وهو نفسه الذي التى منه ريجيكامف!
الخيار الروماني الفني الجديد الذي يقف أمامه تحدٍ جديد قاريا ليس بالسهولة التي قد يعتقد؛ فالكرة الآسيوية بالذات في الأدوار التالية كثيرا ما تقف حجر عثرة وعصية على الهلال، وظروفهم الفنية والعناصرية في المواسم الأخيرة وربما أشياء أخرى ذات علاقة لما هو خارج الحسابات كالتحكيم وغيره!
الدور ربع النهائي الآسيوي من دوري الأبطال يتبقى عليه ما يقارب الشهرين من الآن، المهمة صعبة أكيد لكنها ليست مستحيلة متى ما كانت هناك تعبئة جيدة بدنية وذهنية ونفسية.
ويبقى المهم الآن ماذا سيقدم (ريجيكامف) من حلول فنية إدراكية لوضع اليد على سلبية هنا .. وضعف هناك في صفوف الفريق الأزرق! وماذا لديه من خيارات إدراكية (عناصرية) أجنبية على الأكثر من المحلية الآن لبعض المراكز التي تعاني ضعفا ما، وإن كنت أرى في ابن جلدته ميريل رادوي (حسن الذكر) الخيار الأقرب كرؤية شخصية (لكاتبة هذه السطور) لضمه؛ لاعتبارات كثيرة منها أنه حر الآن من العقد الذي كان بينه وبين العين الإماراتي والخبرة الكبيرة بالكرة الهلالية والخليجية وانسجامه مع أغلب عناصر الفريق بالذات أصحاب الخبرة ونجاحه مع الفريق قبل أكثر من موسم، وميزة لعبه المتعددة كمحور ظهير أيمن ومدافع.
تتبقى مسألة مهمة للغاية على الهلاليين متى ما أرادوا التوفيق لفريقهم عليهم إنجاح مهمة الخيار الروماني الحالي حتى أولئك (المنشقين) شرفيا وجماهيريا عن خيار الإدارة الأخير وقناعاتها بالاستغناء عن سامي؛ فمصلحة الكيان يا إخوة من الواجب أن تقدم على مصلحة ما عداه ولا!؟!.. ألقاكم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق