الاثنين، 21 أبريل 2014

on Leave a Comment

سامي الجابر تعلم وتطور

http://s.alriyadh.com/2005/07/12/img/127408.jpg

 

خلف ملفي

 

تعد تجربة سامي الجابر (المدرب) فريدة في تاريخ الرياضة السعودية بقرار تاريخي من إدارة الهلال برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، بعقد احترافي (تفرغ كامل) وبصلاحيات مطلقة في جهازه الفني وإدارة الفريق.


ويثمن لسامي قدرته على مجابهة الظروف من كل حدب وصوب وإثبات تعلمه بما يقوي تطوره، كما يحسب للإدارة وبعض أعضاء الشرف، الصمود بقوة في وجه المعارضات والمطالبات بالتغيير حتى هذه اللحظة قبل آخر مباراة في تصفيات المجموعات لدوري آسيا أمام سباهان الإيراني والتي في ضوء نتيجتها يتحدد تأهله لدور الـ16 أم انتهاء الموسم الأزرق بلا أي إنجاز ذهبي. 

ولأن سامي الجابر هو قضية الموسم التي لم تهدأ، سواء من داخل البيت الأزرق أو خارجه وبين أنصاره ومنافسيه، واستعداء محاربيه، فإن الأكثرية سيضعون مباراة الثلاثاء أمام سباهان بالرياض (قرارهم الأخير) سلبا أو إيجابا، والهلال قد يفوز بنتيجة كبيرة وقد يخسر التأهل بنتيجة كبيرة أو حتى (بالحظ) من تعادل. وهناك من قرر منذ فترة أنه لا بد من تغيير سامي، وآخرون يطالبون باستمراره، وفئة ثالثة تذهب لتقييم عمله بعد نهاية الموسم تأهبا لرسم خطة عمل الموسم القادم.
 


ومن جانبي لن أنظر لمباراة الثلاثاء التي عنوانها (يكون الهلال أو لا يكون) كمعيار مؤثر، وهي السطر قبل الأخير في مشوار آسيا لهذا الموسم، وتستكمل ما أسميته هنا (الفترة الانتحارية للهلال وسامي)، منذ الديربي الأكبر مع النصر وكسبه الهلال (4/3)، مرورا بكأس الملك وخسر في الدور ربع النهائي أمام الشباب، والختام بالقدرة على التأهل لدور الثمانية آسيويا الذي يدخل في برنامج الموسم القادم.
 


مباراة سباهان تحكمها ظروف تتطلب تكاتف الجميع على قلب رجل واحد، ودقة العمل فنيا وإداريا وجماهيريا وإعلاميا، مع التشديد على أن الميدان في 90 دقيقة هو (كل شيء)، لا بد من استثمار الفرص وعدم التكاسل مهما كانت النتيجة وإقفال المنطقة الخلفية بحذر وتفادي الارتداد الإيراني السريع من أقصر الطرق. وعلى الهلاليين أن يكونوا أكثر تحملا وثقة في أن الفوز سيأتي – بعد توفيق الله – بالمثابرة والتركيز وعدم الإفراط في الأنانية والتقارب في اتخاذ المواقع والبعد عن النرفزة وعدم التحسس من أخطاء الحكام. وقبل ذلك اختيار العناصر الأنسب من قبل المدرب سامي الذي تعلم الكثير في موسم ساخن جدا وتطور في تعاطيه مع الملاحظات، ولا سيما في نهاية الموسم، حيث الانضباط الدفاعي بشكل أفضل في مرحلة الإياب آسيويا وآخر مباريات دوري جميل وبطولة كأس الملك، بأخطاء فردية أقل عن السابق، كما نجح الجهازان الفني والطبي في إعادة تأهيل لاعبين صنعوا الفارق رغم طول الغياب، مثل السديري وكواك.
 


مثل هذه المعطيات على صعيد العمل في التدريب اليومي وإجادة اختيار الأفضل وإعادة الثقة لبعض اللاعبين وعدم اهتزاز المدرب نفسيا، وتقوية الجهاز الفني بمساعد جديد تبرهن على تعلم سامي من بعض الأخطاء، وهذه من سبل دقة التقييم لاتخاذ أي قرار، وبالتأكيد أن النتائج بالأرقام من جهة والتكتيك بكل فروعه من جهة أخرى معطيات مؤثرة في الاقتناع بنجاح العمل أو الفشل أو الحيرة بين العوامل الأقوى سلبا أو إيجابا.
 


بقي أن أشير إلى وجود الرئيس والنائب وأعضاء آخرين في مباراة الأهلي الإماراتي الماضية (بدبي) وكيف أثمر التعاون بين جميع المعنيين فنيا وإداريا في أن يظهر الفريق (بنصف قوته) على نحو ما تم في غياب القوى العظمى فنيا والعودة بتعادل سلبي بنكهة الفوز نفسيا ومعنويا. ولذا سيكون الحديث لاحقا في مقال أكثر شمولية عن إدارة الهلال والمدرب سامي.

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق