الجمعة، 25 أبريل 2014

on Leave a Comment

سامي لا يدرب .. سامي يؤدب ..!

سـالـم الــمـري

 

تُعَرف الكرة العربية عامة و الكرة السعودية بالخصوص بظاهرة تغيير المدربين، فبمجرد تدني نتائج الفريق نوعا ما، و الضغط الذي يفرضه الأنصار يتم مباشرة التضحية بالمدرب، و غالبا ما تكون تصفية حسابات بين المسيرين و المدرب، تستعمل فيها النتائج للتحجج بمثل هذه القرارات، كما أن مثل هذه القرارات الارتجالية بتغيير المدربين لأتفه الأسباب تأتي لتؤكد أن أغلب فرقنا يتحكم فيها الشارع.
 

هذا الكلام يجرنا للحديث حول مدرب الهلال السعودي الفريق العريق، و الذي يعيش مدربه سامي ضغوطات كبيرة من أجل تنحيته.
 

و لمن لا يعرف الكابتن سامي الجابر فهو يعتبر من أساطير فريق الهلال و الكرة السعودية، تحصل على العديد من الألقاب الشخصية و الجماعية مع فريقه الهلال أو المنتخب السعودي، عُرِف بذكاءه الفطري داخل وخارج الملعب وتعامله الجيد مع الإعلام سواء مع فريق الهلال أو في مسيرته مع المنتخب الذي شارك معه في أربع مونديالات.

 

و كأي لاعب و أسطورة سابق لا يمكن أن يجد فريقاً يبدأ فيه التدريب أفضل من فريقه السابق، و رغم نقص خبرته إلا أنه حقق نتائج باهرة، فلقد لعب على نهائي كأس ولي العهد وخسره بتهور لاعب وبضربة جزاء ظالمة، كما احتل وصافة الدوري بفارق نقطتين عن البطل و بفارق كبير عن صاحب المركز الثالث، كما أنه تأهل بفريقه لدور الثمانية من كأس الملك وخسر بشرف من أمام الشباب وبغلطة لاعب أيضاً، و احتل فريقه المركز الأول في مجموعته الآسيوية.وتأهل لدور الستة عشر .. بل أنه اليوم يحتل المركز 26 عالمياً في قائمة أفضل المدربين بالعالم .
 

فبعد قراءة بسيطة في كل هذه النتائج الباهرة لا يمكن وصف كل الضغوطات التي يتلقاها سوى بأنها محاولة لزعزعة استقرار الهلال من خلال التقليل من شأن مدربيه و أساطيره.
 

فكيف لمدرب شاب في موسمه الأول يحقق كل هذه النتائج يوصف بغير المدرب، نعم سامي لم يكن يدرب بل كان يؤدب بالرباعيات و الخماسيات و حتى السداسيات، واسألوا شباك الاتحاد و النصر و الاتفاق و النهضة و السد القطري كيف تلقت شباكهم كل هذه الأهداف.
 

من جهة أخرى، لو كانت هذه الضغوطات في شأن سامي مصدرها الخصوم فقط فهذا عادي و عادي جدا، لكن المشكلة و التي أدت بي لكتابة هذا المقال هو أن هذه الحملة انتقلت لصف المحبين و الشرفيين الهلاليين، و هو ما يجعلنا نحذر بشدة من مغبة السقوط في هذا الفخ الدنيء الذي يكيده لنا الكائدون مِن أناس معروفين.
 

فيا محبي الهلال أدعوكم للالتفاف حول فريقكم و مدربكم، فهو أسطورتكم قبل كل شيء، و ما حققه في ظرف موسم واحد يعتبر إنجازا لمدرب شاب مثل سامي.
 

  صحيح أن له أخطاء يرتكبها من حين لآخر، حاله كحال أي مدرب مخضرم في العالم، فكيف تريدون منه تفاديها و هو في موسمه الأول في التدريب، بالإضافة لبعض المشاكل الفنية التي عانى منها من خلال إصابات بعض اللاعبين، و عدم انضباط البعض الآخر، إضافة لغياب الدعم الإداري و الشرفي.
 

كما أنكم تعلمون يا معشر الهلاليين أنَّ فريقكم كان يعاني فنياً منذ 3 سنوات ومع مدربين بعضهم معروف والبعض الآخر مغمور .. وليس مِن السهل تغيير كل شيء بين عشية وضحاها ,, وتعلمون أن غيركم يعمل ويصرف أكثر مما تصرفه إدارة فريقكم , وتعلمون أن سامي تحمَّل هذا الموسم كل شيء مِن أجل عيونكم ومِن أجل قلبه الهلال, فكان هو الرئيس وهو المتحدث الرسمي وهو المدافع وهو المدرب والسبب بالتأكيد أنتم تعرفونه قبلي ...
 

سامي يستحق أن يواصل موسماً آخر مع الهلال، لكن بشرط توفير الدعم الإداري والشرفي، و ذلك بوقوف الإدارة بحزم مع كل لاعب متهور أو غير منضبط، بالإضافة لضرورة تدعيم الفريق بلاعبين محليين و أجانب في المستوى الذي يمكنهم من الرفع من أداء الفريق في الميدان، بالإضافة لتعيين مشرف إداري قوي الشخصية وذو خبرة ليضبط اللاعبين مثل فهد المصيبيح أوعادل البطي أو منصور الأحمد وإن كنت أفضل المصيبيح لأنه معروف ومشهود له بالصرامة و الأهم من كل هذا هو دعمكم أنتم يا أنصار و محبي الهلال المتواصل لسامي، فلن يجد الفريق و لا مدربه دعماً أفضل من دعمكم.
 

فلنرفع كلنا شعار (( معاً من أجل عهدة ثانية لسامي الجابر المؤدب :))  

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق