أحمد السويلم
أتابع هذه الأيام مايطرحه رئيس الهلال السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد من تغريدات يومية في حسابه بعنوان (100فائدة أو أكثر من خلاصة تجربة 7 سنوات كرئيس )، ينقل من خلالها تجربته الرئاسية في قيادة أحد النادي العاصمي.
ابن مساعد قد يكون مختلفاً عن بقية الرؤساء الذين قادوا الفريق الأزرق أو حتى الفرق الأخرى، فهو شاعر مهتم بالثقافة والأدب وتأثير ذلك واضح لا يحتاج إلى تذكير أو تكرار، كما أنه يتمتع بحسٍ ساخر وإن لم يظهره كثيراً في الآونة الأخيرة مع تزايد حدة الغضب الجماهيري بعد الخروج الآسيوي.
كنت أتمنى أن لا يختصر الرئيس المسيرة الطويلة بتغريدات قصيرة يذهب نصف حروفها في كتابة عنوانها، والوسط الرياضي إجمالاً بما فيه من المتابعين والإعلاميين وحتى الإداريين في الأندية يحتاجون إلى الإطلاع على تجربة كبيرة ومثيرة وستكون فائدتها عامة ناهيك عن أنها ترصد فترة تاريخية هامة.
ما أقصده بأن الساحة الرياضية تحتاج إلى مؤلفات بمثل هذا النوع، ولو طور الأمير فكرته لإصدار كتاب يحكي فيه تجاربه وخبراته بلاشك ستكون أجدى وستسجل له كسابقة، سيستفيد منها آخرون ويستفيد هو من نواح عدة (ليس من بينها المادة بكل تأكيد).
قد يعتقد البعض بأن مهمة الكتابة عن تجربة حياتية تحتاج إلى تفرغ ورصد للمستندات والمراسلات والمواقف التي قد يصعب حصرها، بينما المؤلفات العصرية الآن أصبحت لا تعني كتابة سيرة ذاتية تقليدية كما كان الأمر في السابق، بل يمكن للكتاب أن يكون ممتعاً ومفيداً متى ما كان هناك مؤلف يستطيع موازنة الطرح والتنقل بين المواقف المتنوعة.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون الكتاب حواراً بين المؤلف والرئيس، وهذه أسهل الحلول لانتاج الكتاب، فيه تعطي الضيف راحة تامة ليتفرغ لرصد فوائده وذكرياته، كما أنها تمنح المؤلف مساحة لأن يصيغ الذكريات ليس على هيئة حوار صحفي تقليدي مكون من سؤال وجواب، بل على هيئة فصول وعناوين رئيسة يمكنه عبرها إظهار إمكانياته الفردية والأدبية مع الأخذ في الاعتبار بأن قراء الكتاب من الوسط الرياضي في الغالب وليس من الوسط الثقافي.
والرئيس الهلالي السابق ذكي وسيعرف مايروى ومالايروى، وليس المقصد أن تكون مؤلفات كهذه مليئة بالأسرار والعناوين الملفتة .. فالمجال هنا تأريخ وفائدة وليس مجالاً صحافياً تسرقه العناوين البراقة.
تخيل حال مكتبتنا الرياضية بمؤلفات تاريخية عن مسيرة ماجد عبدالله مثلاً .. أو حياة سامي الجابر .. أو مذكرات محمد نور، عالمياً هذا إجراء اعتيادي والمكتبة تزخر بمؤلفات المدربين واللاعبين التي تتداولها الأجيال ولو بحثت الآن عبر (غوغل) عن مقتبسات مترجمة لكتب ماردونا أو باجيو أو حتى روني .. ستشدك كثيراً، كيف كان يشعر ماردونا في هدف اليد الشهير عام 1986، وكيف انتهى الحال بالإيطالي باجيو بعدما أضاع ركلة الجزاء في نهائي 1994 .. هذه معلومات موثقة لا يمكن تأريخها إلا عبر الكتاب .. فهل يفعلها ابن مساعد ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق