الآن وبعد أن تمكن الهلال عقب التفاهم مع
الاتحاد السعودي لكرة القدم بنقل مباراة نجران إلى الرياض وتقديم لقاء
الفتح ما أراحه بعض الشيء وفك عنه الكثير من الضغط والارهاق عليه أن يتفرغ
لمراجعة حساباته الفنية والتحضيرية والطريقة التي تمنحه النتيجة وتجاوز
العين في "مربع دوري أبطال آسيا"، فممثل الكرة الإماراتية وزعيمها ليس بذلك
الفريق السهل، وهو أخطر بمراحل من السد القطري الذي كسبه الفريق الأزرق
بصعوبة بالغة، وتخطي عقبة عمر عبدالرحمن ورفاقه يحتاج إلى عمل كبير وجهد
غير عادي وتحضير بدني وذهني خاصين وعلى مستوى كبير من الالمام بالظروف
المتوقعة لمستوى المنافسة بين الفريقين الكبيرين والضغوطات التي تسبق
وتواكب مواجهتي الذهاب والإياب، فالفريق العيناوي يتميز بالتفاهم والسرعة
ونقل الكرة إلى ملعب الخصم ووجود اجانب مميزين والبراعة في تشكيل خطورة على
مرمى الخصم تسابق سرعة البرق وكثيرا ما تثمر عن أهداف من الفرص الصعبة،
ومجرد الاستحواذ على الكرة يعني المزيد من إرباك الخصم.
فوز الهلال بحول الله في الرياض والتعادل على الأقل في العين لا يمكن أن
يتحقق على أرض الواقع ما لم يكن هناك عمل إداري مختلف واحترافي يفرض على
اللاعبين والمدرب للتفرغ لما هو داخل الملعب بعيدا عن أي مؤثرات خارجية
يحاول أصحابها جر الفريق الى الضغط النفسي والتشويش ضده على طريقة الحديث
عن حقوق بوخارست الروماني من صفقة بينتيلي، التي اعادت سيناريو اكاذيب
دفعات المهاجم ناصر الشمراني والمدافع ياسر الشهراني سابقا، ولا ننسى
الوقفة الشرفية التي يجب أن تحضر والمؤازرة الجماهيرية كما هي عادة جماهير
"الزعيم الآسيوي" وترك جميع ما يطرح والتفرغ للإنتاجية داخل الملعب.
المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من محاولات التأثير والتخدير المنظم تارة
وضغط اللاعبين وتشتيت أذهانهم تارة أخرى على أمل التعثر، وهذه الأساليب لا
يمارسها الفريق الخصم الذي حظي بمساعدة وتسهيلات غير عادية من اتحاد الكرة
في بلاده، ولكن يعمل بها أولئك الذين أزعجهم كثيرا اقتراب الهلال من اللقب
القاري السابع، ولو تحقق فهذا يعني بالنسبة لهم كارثة ستزلزل كياناتهم،
وتلغي الروح المعنوية لديهم وتعيدهم إلى المربع الأول ورؤية الرياضة برؤية
معششة باليأس والتحطيم النفسي.
على كل من العناصر المهمة، الإدارة والشرفيين والمدرب واللاعبين أن
يفكروا جيداً بأهمية المرحلة وضرورة الوقوف مع بعض، فالوسائل الإعلامية
المختلفة التي لا تتمنى الفوز للفريق الأزرق وهي سعودية بكل أسف ستحاول
تصوير العين بالفريق الضعيف تارة، واللعب على وتر الكثير من الشائعات تارة
أخرى كل ما اقترب موعد الحسم، وهنا دور الجميع معا، الهلال لا يفصله عن
التأهل إلى المباراة النهائية والاقتراب من كأس آسيا إلا رؤية الطريق
الصحيح لتخطي العين، وتمهيد الطريق سيكون سهلا إن عرف الهلاليون كيفية
استغلال أدوات التفوق التي يمسكون بها، وسيصبح صعبا إن هم صنعوا ذلك
لأنفسهم واقاموا الحواجز في طريقهم من دون تدبر أمورهم واستخدام الاوراق
الرابحة لديهم.
اللاعب الهلالي لابد أن يكون داخل الملعب حاضرا وأن يلتزم بما يساعده
على التركيز الذهني والرفع من مستواه وعدم التأثر بما يطرح خارج الميدان،
فالحصول على هذه البطولة قبل كل شيء مسؤوليته خصوصا أن الإدارة وفرت كل شيء
ووعدت بالمكافآت الضخمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق