الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

on Leave a Comment

اتركوا التعصب وشجعوا الهلال ..!‏



بقم : عبدالعزيز الوطبان

التعصب الرياضي من المفاهيم التي يدور حولها جدل كبير ، وقد صُوّر هذا التعصب على أنه داء عضال ومرض فتّاك يجب إيجاد حله له وعلاج قبل أن ينخر بجسد الوطن ، فتسابق الكتاب للحديث عنه إما قناعة ودفع زكاة فكرهم بالحديث عن مواضيع مجتمعية ، أو مسايرة لفكرة عائمة غير محددة وهي فكرة ( التعصب ) !

وحتى نتفق على تعريف جامع للتعصب يجب أن نعرف أن هناك خلط بين فكرة المجتمع ( القديمة ) المستمدة من خطاب (ديني ) وفكر ( اجتماعي ) في فترة من الفترات بتصوير المنشغل بالكرة بالرجل الأجوف الخالي من الاهتمامات السامية النافعة ، وترسيخ نظرة الانتقاص من كل من يتابع الرياضة وشؤونها ؛ فانسحب ذلك على فكرة تعريف التعصب ، وجُعل من ( يتحمّس ) مع فريقه - وحتى المنتخب - ويُظهر مشاعر متدفقة من الفرح والحزن هو المتعصب بعينه دون النظر لسمات الشخصية التي يتباين الناس فيها فيما بينهم ؛ فالتعصب إذن لاعلاقة له بالفرح والحزن ، ولا الاهتمام والمتابعة ، ومن يطرقه من هذا الباب فقد أخطأ الطريق وضل السبيل ، فالتعصب مرتبط إذن بقبول الحق من عدمه ، والمكابرة وعدم الإذعان للحقائق كلغة الأرقام التي لايختلف عليها عاقلان ، ويقابلها بلغة إنشائية للتلبيس على الناس !

ولا أعلم أن هناك تعصب أكبر من تمنّي خسارة المنافس في مشاركة خارجية يمثل فيها الوطن !

فالمتعصبون الجدد في هذا الزمان بلغوا من التعصب أن برروا تمني خسارة الهلال - على سبيل المثال - بأن لاعلاقة لها بالوطن ، وهم من تمنّى خسارة المنتخب في مرات ماضية لخلو القائمة من لاعبي فريقهم ، فالوطنية هم من يحددها بحسب أهوائهم وميلهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !

إن تمنّي خسارة كلّ فريق يمثل الوطن ووضع العراقيل في طريقه وشنّ حرب شعواء لاهوادة فيها والتزوير والكذب من أجل النيل منه وتجييش الوسط الرياضي وتضليله لهو التعصب المقيت بعينه الذي يجب التنبه له ، والعمل على إيجاد حل له ، فهو الداء العضال والمرض الفتّاك ، وهذه الأيام ونحن نرى الهلال على بعد خطوات من تحقئق اللقب - بمشيئة الله - نقول بملء أفواهنا : اتركوا التعصب وشجعوا الهلال ، شجعوه بالقول والفعل ، وانظروا ماذا فعل رئيس نجران والفتح من مبادرة تعكس الحس الوطني لهذين الرجلين ومن يمثلان ، واجعلوها نبراسًا ُيقتدى به مع كل فريق يمثل هذا الوطن الغالي ..!

0 التعليقات:

إرسال تعليق