مصطفى الآغا
يوم تسلم السعودي سامي الجابر مهمة تدريب الهلال كتبت مقالة بعنوان: «كل العيون على سامي»، وأثبتت الأيام صحة كلامي بالحرف.
كرة القدم لعبة مشهورة بالزهايمر فهي لا تعترف لا بالسير الذاتية ولا الإنجازات ولا التاريخ ولا حتى الشهادات لمدربيها، وجل ما تعترف به النتائج والنتائج فقط.
فمن أحرز كأس العالم مع البرازيل 2002 خرج عام 2014 مطروداً، وهو سكولاري الذي خرج أيضاً من باب تشيلسي الضيق، ومواطنه كارلوس آلبرتو بيريرا الذي جاء منطقتنا كذلك وصل بالبرازيل للقب العالمي عام 1994 ثم خرج «مُفنشاً» من تدريب المنتخب السعودي بعدها بأربع سنوات في كأس العالم بفرنسا 1998.
ومن لم يدرب في حياته مثل كلينزمان قاد منتخب ألمانيا ثم أمريكا وهو حديث العهد في التدريب الروماني صغير السن (38 عاماً) ريجيكامب تسلم الدفة من حديث العهد أيضاً بالتدريب سامي الجابر (41 عاماً) وتسلم منه أيضاً حلم الآسيوية للهلاليين المؤجل منذ سنوات طويلة.
سامي أوصل الهلال إلى دور الثمانية وريجي تابع المهمة في أول مباراة أمام العين فسجل فوزاً كبيراً وصل لثلاثية حسمت موقعة الإياب بنسبة 75 إلى 80 في المئة بحسب المراقبين، ولكن تبقى هناك 20 إلى 25 في المئة للعين، ولهذا دخل الهلاليون مباراتهم مع الفتح وكل تفكيرهم وتركيزهم في مواجهة العين الثلاثاء، وكادوا أن يدفعوا الثمن تعادلاً أشبه بالهزيمة إن هم أرادوا التتويج باللقب المحلي، ولكن النيران الفتحاوية الصديقة أنقذتهم في الدقائق الحرجة.
ولهذا تتركز كل العيون على ريجي وأولها عيون من راهنوا عليه وعلى أنه سيُنسي البعض حقبة سامي، والرجل يعي ذلك تماماً، وهو ما شاهدناه عبر ملامحه في مباراة العين وأيضاً في مباراة الفتح، فهو يعرف أن الخطأ ممنوع فما بالكم بالفشل. وعلى الجهة المقابلة نجد زلاتكو الذي سبق ودرب الهلال وهو اليوم يدرب العين ويريد هو الآخر إثبات نفسه واسمه وأنه يستحق ثقة العيناويين التي منحوه إياها.
الثلاثاء موقعة يعتقدها البعض محسومة سلفاً ويعتقد البعض الآخر أنها ليست كذلك، والأكيد أن فيها ميزة للهلال والأكيد أيضاً أن جنون كرة القدم لا يعرف حدوداً، وهو ما قاله رئيس مجلس إدارة نادي العين لي شخصياً عبر «صدى الملاعب» مباشرة بعد ثلاثية الرياض عندما قال: «حدث كل شيء في 45 دقيقة فلماذا لا يحدث أكثر في 90 دقيقة قادمة؟».
الجواب سنعرفه غداً وإن غداً لناظره قريب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق