في وقت كان الشرفيون والإداريون واللاعبون
والإعلاميون الذين ليس لهم هدف إلا المصلحة العامة يقولون رأيهم بكل وضوح
عند الأخطاء التي كانت تقع بها إدارة الهلال، كان هناك بعض الشرفيين
والإعلاميين عبر الصحف والفضاء وفي مجالسهم وتغريداتهم ووسائل الإعلام
الأخرى يمارسون التضليل والإصرار على سلامة نهج الإدارة الزرقاء وتمركزها
في المكان الصحيح حتى وهي - أي هذه الإدارة - تعترف أن هناك أخطاء وأن
الوضع يحتاج إلى تعديلات وعمل لإعادة الفريق الأزرق إلى موقعة الطبيعي في
القمة.
هذا الموقف الغريب لم يدم طويلا فتحول المعسكر الذي يتظاهر بوقوفه مع
الإدارة إلى معسكر يٌصدر كل ما يزعزع استقرار الفريق الذي تعدل جزء كبير من
مساره في المباريات الأربع الأخيرة من دوري ابطال آسيا، تلاه البدء في
مشروع توقيع العقود الكبيرة عددا وقيمة، وكانت قضية إقالة المدرب سامي
الجابر هي بداية هذا (النهج) الذي لا يليق بكيان يظن أن الجميع أن لديه
رئيسا وأعضاء شرف حكماء مهمتهم نبذ السلبيات وتقديم النقد المناسب والرأي
الصحيح، أتضح أن هناك تحديات وإصرارا على عزل "الكوتش" بأي طريقة كانت،
المهم ألا يبقى، ومجرد الإمضاء على حبر رحيله وسط غضب جماهيري لم يدم
طويلاً مراعاة لمصلحة الكيان ومواكبة إعلامية غير مسبوقة صدرت البيانات
(بما فيها بيان رئيس هيئة اعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد) وظهرت
التصريحات مطالبة بالوقوف مع الكيان وأن سامي رحل وسيظل، وبقي الكيان (هذا
كلام جميل وظاهره أن مصلحة النادي هي الأهم)، وقد احتفت الجماهير بالبيان
الشرفي الذي دعم الإدارة وأكد الوقوف في وجه أي اساءت ضد النادي ورموزه،
هنا، انتهى الأمر وبدأ الأنصراف نحو العمل.
الكيان ورموزه ونجومه تعرضوا للإساءات فلم يظهر الشرفيون للدفاع عنهم!
لاعبوه اتهموا بتعاطي المنشطات.. ومنتقدو إدارته التزموا الصمت!
الموسم الماضي طويت صفحته.. واتخذت قرارات الإصلاح فلمصلحة من فتح الملفات؟
بداية ترتيب الأوراق
اتجهت الجماهير والإعلام لمراقبة الجديد، وبدأت الإدارة تحركاتها بالبحث
عن جهاز فني كفء حسب مطالب الشرفيين، وتمكنت من التعاقد مع الروماني
"ريجي" الذي يعد من أفضل المدربين في بلاده، وكان لهذه الخطوة صدى طيب لدى
الجماهير الهلالية التي ثمنت جهود الإدارة، واستبدلت الاصطفاف مع الجابر
ورفض رحيله إلى الوقوف مع الإدارة وتغليب مصلحة الكيان، واستقبال المدرب
بعبارات الترحيب والإشادة بالقرار كدليل على وعي هذه الجماهير، وأن مصلحة
الكيان من أهم الاولويات لديها حتى لو تعاطفت مع النجوم وتعلقت بالرموز
واحتفظت لهم بالوفاء.
ليت الأمر توقف هنا وأندمج بعض الشرفيين مع موقف الجماهير الإيجابي مع
الإدارة والمدرب وضرورة الاتحاد فيما يخدم النادي، ولكنهم - أي بعض
الشرفيين - بدلا من تجسيد ما تضمنه بيانهم بعد الاتفاق على إقالة الجابر
و(إزاحة هم بقائه عنهم) خرج أكثر من شخص عبر الإعلام وأصبحت مهمته ملاحقة
المدرب المقال وكأنه مجرم لابد من تصفيته وتشويه صورته، ولم يسبق أن خدم
الكيان وساهم في قيادته إلى عدد من الإنجازات، والسبب حوار فضائي لم يوفق
فيه وهذا لا اختلاف عليه حتى هو - أي الجابر - اعترف وتم الرد عليه في حينه
من الرئيس السابق الأمير محمد بن فيصل وانتهى، ولكن يفترض أن تحضر الحكمة
الهلالية المعروفة والمعتادة، وتعالج الموقف كما كان يحدث سابقا في عهد
الرمز الكبير الأمير هذلول بن عبدالعزيز ومؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن
سعيد يرحمهما الله، ولا يكون دور الهلالي مع الهلالي تصفية الحسابات ونشر
الغسيل والخروج عن النهج والبقاء في دائرة الحروب والشوشرة على النادي
وإدارته عبر الإعلام ومنح المتربصين فرصة لبث المزيد من سمومهم في الجسد
الأزرق، بل لا نبالغ أن هناك اختلافات أكبر، لكن حكمة الفقيدين تجعلها لا
تخرج عن اسوار البيت الأزرق.
الملاحقة مستمرة
ذهب الجابر إلى البرازيل، وغادر إلى الدوحة و(ترك الجمل بما حمل بالنسبة
للنادي الأزرق) ولكنهم لم يتركوه في حاله ولو تحدثوا عنه وعن تجربته في
قيادة الفريق مدربا وسط الموسم او مع نهايته عند خسارة بطولة الدوري
والخروج من كأس ولي العهد وبعد الاقالة مباشرة لربما أصبحت هذه المطاردات
مقبولة بعض الشيء على اعتبار أن كل شخص لديه وجهة نظر يريد أن يقولها، ولكن
حبر البيان الذي أكد التصدي لأي اساءة ضد النادي ورموزه ولاعبيه وجماهيره،
تحول إلى حبر يستخدم فيه نشر الغسيل أكثر من مرة والاساءة من الهلالي إلى
الهلالي، وممن؟ من اناس ظنهم الهلاليون أنهم هم من يقف في الصف الأول
للدفاع عن الكيان وتوحيد صفه وتقوية شوكته نحو الفوز بالبطولات، وليس توجيه
السهام والتقزيم لمن يخدم "الزعيم" في أي مجال كان.
هذه الاساليب التي تعد دخيلة على الهلاليين هل هي غيرة من التحركات
الايجابية للإدارة أم محاولة للتأثير عليها بعد أن رحل الجابر، أم هي للفت
الانظار ام ماذا؟ العقود الضخمة وقد ابرمت وبقي كثير لم يعلن عنه،
واللاعبين الاجانب ونصابهم مكتمل، والجهاز الفني وقد تم احضاره، وهناك
تفاؤل بعمله، وسامي الجابر وتم اقصاؤه كأي مدرب آخر يقال وأنتهى الأمر، فما
الذي يريده بعضهم بالضبط؟ أليس من الأولى توقفهم عند قرار الاقالة والوقوف
مع الكيان وإدارته عندما اصبحت تقدم عملا استثماريا مميزا واكبه ترتيب
الأوراق بتأن، إلا يستحق النادي الكبير الوقوف معه أو الصمت وعدم التشويش
وهو يستعد الآن للموسم ويدخل بعد فترة قصيرة دوري ابطال آسيا بمدرب جديد
وعناصر يٌنتظر منها النتائج، وما الفائدة من نبش الماضي وإلقاء اللائمة في
ضياع بطولات الموسم الماضي بين الجابر والإدارة على الرغم أن الحقيقة تقول
إن حتى الشرفيين شريك في المسؤولية.
لماذا لم يدافعوا عن الكيان؟
لماذا بدلا من ملاحقة الجابر، لم يلاحقوا قضائيا من تطاول على النادي
وشتم إدارته وأعضاء شرفه وسب جماهيره وشبههم والعياذ بالله باليهود، أين هم
مما تعرض له النجوم واتهمهم بتعاطي المنشطات وشكك في وطنية الجابر، ويتهم
النادي بين فترة وأخرى بالتزوير في كثير من القضايا، هل شجبوا واستنكروا
وتبنوا موقف المدافعين عنه والتصدي لكل متجاوز وبالتالي ايقافه عند حده، هل
دعموا قضايا الهلال (الذي عانى الضعف والتجاوز ضده) داخل اروقة رعاية
الشباب والاتحاد السعودي واللجان سابقا بدلا من ان تنقلب سهامهم ضد إدارة
وابناء النادي؟.
الأمير بندر بن محمد هو الرئيس الذهبي وهو رئيس الرموز حاليا إذا موضعنا
بالاعتبار منصبه المهم رئيسا لهيئة اعضاء الشرف والاعتراف بحكمته وحنكته
وخبرته ومكانته، الأمير عبدالرحمن بن مساعد هو الآخر رمز والأمير سعود بن
تركي رمز والأمير محمد بن فيصل رمز وكثير من اعضاء الشرف هم صفوة الرموز،
وصالح النعيمة رمز والثنيان رمز وسامي الجابر رمز، وكل من رأس ودعم وخدم
ولعب وعمل في النادي بإخلاص وأنتج بطولات والزعامة الآسيوية يعتبر رمزاً،
لابد من تثمين خدماته ومواقفه، حتى لو اختلفت وجهات النظر وتنوعت الآراء،
فعلى ماذا يختلف (بنو هلال) ولماذا ينشرون غسيلهم في سابقة خطيرة وأسلوب لم
يعهده الجميع وطريقة أزعجت جماهيره.
الادارة الهلالية ورئيسها واعضاء إدارتها وبعض الشرفيين اشبعوا في مرات
مضت من النقد والمطاردة باقوى واسوأ العبارات والسبب الاخفاق في بطولات
ومواسم عدة، وها هي الآن تقدم صورة مميزة عن العمل في النادي خصوصا
الاستثمار فهل بعد ذلك تستحق الشوشرة على عملها وفتح بعض الملفات قرب بداية
الموسم؟ اين التأكيدات بالوقوف معها ومساندتها، ودعم الكيان والبيانات
التي تؤكد اغلاق ملف الجابر وبالتالي الالتفاته بصدق مع الكيان؟.
اذا كان الشرفي او الاداري او اللاعب يخرج بتصريحات وفي توقيت خاطئ
لينال من الإدارة وبعض منسوبي النادي وينتقد العمل، فلماذا نلوم المشجع
العادي عندما ينفلت ويخرج في تويتر ليشتم هذا ويسب ذاك؟ مع العلم أن كثيراً
من جماهير الهلال واعية بدليل أنها تحفظ الود وترد الجميل لكل من يخدم
النادي، ولا يمكن ان تنتقده الا عندما ترى خروجه عن المشهد الهلالي المعتاد
الذي يؤكد الوحدة من أجل خدمة النادي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق