هيا الغامدي
ما إن أعلن نادي العربي القطري عن تعاقده مع سامي الجابر المدير الفني لفريق الهلال لكرة القدم سابقا، إلا وبدأت التخمينات والتكهنات والقراءات المبدئية للضدين “مع ـ ضد” المتلازمين للجابر منذ أن كان لاعبا واستمرت معه حتى بعد اعتزاله والعمل مديرا إداريا، ومن ثم مدربا وإلى الآن!
النادي القطري اختار الجابر للعمل بمنصب مستحدث “مدير رياضي” قليلا ما نراه في الأندية محليا، خليجيا، وعربيا رغم أنه مألوف لدى الأندية الشهيرة والكبيرة عالميا.
قبل أن أتطرق لمهام المدير الرياضي بشيء من التفصيل والتوضيح، أود أن أشيد بالقرار الإيجابي الذي اتخذه الطرفان، وأبارك لهما، ولا سيما لـ “ابن بلدنا” مستقبل التدريب لفرقنا ومنتخباتنا، فالجابر خامة فنية، وذهنية تدريبية كروية تستحق الثناء والتقدير ليس المادي فحسب الذي أظن أنه حصل عليه من النادي القطري بعد المبلغ الكبير بالتعاقد معه والمزايا الأخرى، بل التقدير المعنوي كمدير رياضي، ولا سيما أن منصبه أهم، وأكبر، وأعمق، وأشمل من مهام المدرب الفني، كما أنه مرجع له ومستشار وهو ما أنا بصدد الحديث عن “مهامه” التي يخلط البعض بينها وبين “المدير الإداري” الذي يختص بالشأن الإداري فقط.
فمن مهام المدير الرياضي في الأندية العالمية:
ـ تقليص عدد اللاعبين بالفريق للعدد المستفاد منه فعلا.
ـ تحديد استراتيجية للتعامل مع اللاعبين الذين يتم تصعيدهم للفريق.
ـ حسم وضع اللاعبين المعارين.
ـ التعاقد مع لاعبين جدد للموسم الجديد.
ـ تقييم المستوى الصحي والبدني للاعبين والبت بحال العائدين من إصابة.
ـ تنظيم عقود الجهاز الإداري ومحاولة تقليص النفقات عند حدوث الأزمات.
ـ تجديد عقد المدرب الرديف.
ـ تقييم عمل مديري كرة القدم للفئات العمرية المرتبط بتحديد عقودهم ونجاحهم في التقييم.
هذه أهم المهام، وأغلب الأندية العالمية لديها مديرون رياضيون، كـ “برشلونة” لديه زوبيزاريتا مديرا رياضيا، المدافع السابق كارلوس بويول مساعدا، فضلا عن المدرب الفني لويس أنريكي، “إنتر ميلان” اختار بيبروا أوسيلوا مديرا رياضيا مع المدرب والتر مادزاري، “يوفنتوس” لديه بيبي ماروتا مديرا مع ماسيميليانو اليجري.
والعربي الذي تحسب له صفقته مع الجابر مديرا بمعية المدرب الروماني دان بيتريسكو، حيث سيشكلان ثنائي ناجح، فالجابر والهلاليون عموما لديهم “كيمياء” إيجابية مع الرومان بدليل بيلاتشي، ثم يوردانيسكو، فكوزمين أولاريو الذين نجحوا مع الهلال كفريق وعناصر، والتاريخ خير شاهد.
الأشقاء في قطر نظروا إلى مصلحة ناديهم ومستقبله قبل أن ينظروا لما عداه، ولا أعتقد بأن للمجاملة مكانة خاصة إذا ما وصلت المسألة إلى “الدراهم” مع منصب يجمع ما بين صناعة الرأي والقرار الفني والاستشارة والبلاغة فيه تقدير لخبرة الجابر الفنية وكاريزمته التدريبية وخلفيته الإدارية وذكائه الإعلامي ليكون المتحدث الرسمي للنادي حتى مع موسمه السلبي عموما بالهلال كمدرب لم يحقق أي بطولة أقيل بعدها ومع موسمه العادي مع أوكسير الفرنسي كمساعد مدرب!
ومع ذلك يجب أن ندعمه هو وغيره كخامة وطنية، المدربون السعوديون خاصة الذين يمثلوننا خارجيا قلة ومنهم الجابر، وعلي كميخ الذي درب في الدوري الأردني أولا الفيصلي ومن ثم شباب الأردن، يجب أن ندعمهم ليصلوا إلى ما نريده للرياضة السعودية من مكانة لائقة المدربين الوطنيين قلة بحاجة إلى من يدعمهم لا من يحبطهم أو يسخر من مقدراتهم ونشاطهم.
أخيرا.. كفى استهزاء و”انتقاص” من المنتج السعودي مقابل تمجيد وتغن بالمنتج الأجنبي، فوالله لن نحقق أي شيء مع مركبات النقص التي نحملها في أذهاننا وأفكارنا ولن نصل إلى شيء طالما نشكك في مقدرة شبابنا الوطني!
0 التعليقات:
إرسال تعليق